مكانا للراحة
"كوارث وفيضانات وزلازل... جفاف وفقر مائي... انهيار اقتصادي وخسائر بالبورصة... اضطهاد وإرهاب... خلافات طائفية... انقسامات أسرية...
خيانات زوجية وطلاق... نعم
للزواج الثاني أم لا!! ...، ...".
مؤكدا عزيزي القارئ أنك محاط في تلك الأيام بكلمات وأحاديث مثل هذه بكثرة في كل مكان حولك، أو ربما أنك أنت شخصياً تجوز في إحدى هذه الصعاب أو تمتلأ بالانزعاج وتردد نفس هذه الكلمات. إن كثيرين يعبرون هذه الأيام في أزمات حقيقية وأحداث وقصص يدمي لها القلب، والأكثر يمتلأون بالاضطراب والقلق من كثرة ما يسمعون من حولهم، وتمتلأ قلوبهم بالانزعاج وغياب السلام، ويتساءلون
"هل من طريق؟..
هل من مكان للراحة والسلام؟؟".
توجد قصة مدهشة يخبرنا بها الكتاب المقدس في (خر 15: 22-27) عن شعب الله في القديم الذي أخرجه الله القدير بيده الشديدة وذراعه القوية من أرض العبودية والمذلة، ولكن بعد أيام قليلة وهو يسير في البرية ظل ثلاثة أيام دون أن يجد ماءً ليشرب هو وكل الأطفال الذين معه. والعجيب أنه بعد تلك الأيام الثلاثة، وجدوا بئراً للماء. وإذ ركضوا ليشربوا منه، وجدوه مُراً لا يمكنهم الارتواء منه. فتذمر الشعب وصرخ موسى رجل الله إلى الرب، فأراه شجرة خشبية وضعها في الماء المُر، فصار الماء عذباً جميلاً صالحاً للشرب..
ولكن الأجمل عزيزي القارئ، فمباشرةً بعد العطش والمياه المُرة، فوجئ الشعب أن الرب كان قد اعَّد لهم واحة جميلة بها سبعين نخلة وأثنتا عشر عين للماء.. فجلس الشعب ليستريح ليشرب وينتعش ويأكل. لقد أعَّد لهم الرب واحة.. مكان راحة.. واسم ذلك المكان "إيليم".
عزيزي، إن الرب يحبك جداً.. يهتم بك.. لا ولن ينساك. هو يبحث عنك وسط أزمات الحياة لتجد عنده الراحة والسلام.. ليحوِّل المياه المُرة إلى مياه عذبة تُروي ظمأك. ووسط برية حياتك أو قساوة الأحداث التي تمر بها، فقد أعَّد لك مكان للراحة.. أعَّد لك إيليم لتستريح وتطرح عنك كل إجهاد وتعب، وتجد راحة وطمأنينة وسلام..
صديقي، قد لا أعلم ما تعبر به، وقد لا أتخيل مدى التعب الذي تعانيه، وقد تشعر أن لا أحد يفهمك.. ولكن بكل تأكيد الرب يحبك ويفهمك. لا تقف تشتكي وتتذمر أمام الجفاف والمياه المُرة.. لكن ضع ثقتك فيه وفي أبوته ورحمته.. إلجأ إليه.. افتح له قلبك.. سلمَّه حياتك.. اجعله ملكاً لك ودعه يتحمل مسؤولية حياتك كاملة. ومؤكد مؤكد مؤكد سيعرف الرب كيف يحوِّل المياه المُرة إلى ماء عذب، وسيعرف كيف يعطيك إيليم مكاناً للراحة والارتواء مهما كانت البرية التي تعبر بها جافة ومجهدة. .. ، ولكن يوجد إله عظيم يحبك جداً.. مات من أجلك ويعرفك باسمك.. وهو قدير وخبير أن يجعل البحر الذي أمامك طريقاً تسير فيه وتخرج منه.. وقادر أن يخرجك من وجه الضيق إلى رحبٍ لا حصر فيه.. وقادر أن يحوِّل الماء المُر إلى عذب، ويكشف لك كيف تختبر إيليم وسط الصحراء.......... فهو المكتوب عنه "عند الرب السيد للموت مخارج" (مز68: 20(
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع