Subscribe:

ads1

11

الأحد، 19 أغسطس 2012

نفسي أتوب


نفسي أتوب




كانت نانسي تقترب من باب الكنيسة،
بينما كانت سناء صديقتها الودود تسرع في خطاها،
 لكي تلحق بها...

وعلى باب الكنيسة، تقابلت الصديقتان وتعانقتا...

نانسي: أنا مبسوطة أن السنة دي تصادف وقوع
 أجازة نصف السنة في صوم نينوى.

سناء: إيه الفرق؟

نانسي: برضه... ها نحضر القداسات المتأخرة،
 ونتمتع بالأيام الحلوة من غير انشغال بمدرسة أو مذاكرة.

سناء: معاكِ حق.

نانسي: أنا بأحب قوي أيام نينوى...
والقصة نفسها لذيذة، ومعزية، ومفيدة.

سناء: أنا قرأت كتاب لسيدنا البابا شنودة،
 عن تأملات في سفر يونان النبي،
 أتكلم فيه مش بس عن يونان،
 ولكن عن أهل نينوى،
 وعن ركاب السفينة، وعن البحارة، وعن الرياح،
 والدودة، والشمس، والحوت، واليقطينة..
كل حاجة في السفر ده، لها معنى ودرس جميل.

نانسي: قولي دروس من اللي قرأتيها وسأحاول
 أتذكر معك، لأني قرأته من فترة طويلة.

سناء: الدرس الأول أن الأنبياء ليسوا من طبيعة
 غير طبيعتنا، بل هم أشخاص ممكن يغلطوا زينا.

نانسي: يعني إيه دي؟ أنا عارفه أن الأنبياء
 معصومين من الخطأ.

سناء: لا طبعاً ياصديقتي، الوحيد اللي بلا خطية،
 هو ربنا يسوع المسيح.

نانسي: يعني أنا ممكن أغلط وأخطئ وربنا مايزعلش.

سناء: أعتقد يا نانسي إن مش هو ده المقصود..
 المقصود إن مهما أخطأت فالمسيح فاتح
قلبه لكل من يتوب ويرجع إليه.

نانسي: طيب إيه الدرس الثاني اللي عرفتيه
 من كتاب سيدنا البابا؟

سناء: الدرس الثاني ان الله قادر أن يستخدمني
 لخدمته، حتى لو هربت منه، أو أخطأت في حقه.

نانسي: برضه دي مش قادر أفهمها.

سناء: إحنا أولاد الله.. فحتى لو هربنا منه مش
 ها ينسى إننا أولاده وها يسعى إلينا ويردنا إليه،
 ويحقق فينا قصده المقدس...
 بس طبعاً لو فيه إنسان كان قلبه قاسي ومش
 عايز ربنا.. المسيح مش ها يجبره بالعافية أن
 يمشي في طريقه.

نانسي: أعتقد أن الدرس الثالث، أن الكائنات
 غير العاقلة مثل الريح، والحوت، والشمس،
 والبحر، والدودة، واليقطينة، هي كلها في يد الله 
ويتمم بها مشيئته.

سناء: فعلاً، والغريب أن كل هذه الكائنات تطيعه
 أكثر مننا أحنا البشر العاقلين.
أما الدرس الرابع، أن البحارة غير المؤمنين كانوا
 أكثر شعوراً بيد الله، وإحساساً بتأديبه أكثر
 من النبي نفسه.

نانسي: أظن معنى كده، أننا لا نحتقر أحداً من
 الناس، حتى لو كانوا غير مؤمنين..
لأن الله قادر أن يستخدم الجميع لمجد أسمه.

سناء: بس مش معنى كده أن غير المؤمنين
 لهم نصيب في المسيح والحياة الأبدية!

نانسي: أيوه طبعاً مفهوم، لازم المعمودية والتناول.

سناء: الدرس الخامس الجميل، أن الله أظهر
 في هذا السفر أنه يريد أن جميع الناس يخلصون
 وإلى معرفة الحق يقبلون... مثلما يرجع وتحيا نفسه.

سناء: أنتِ عارفة أنا نفسي في إيه من الصوم ده؟
 نفسي أتوب وأمشي في سكة ربنا بجد.

نانسي: ربنا يعطينا وإياك.

سناء: أما الدرس السادس، أن الله هو الذي
 يبحث عنا بنفس، ولا ينتظر حتى نأتي إليه..
ولا مانع عنده من استخدام العقوبة بهدف العودة إليه،
 والتمتع بشركة خيراته.

نانسي: مش معقول الجمال ده..
دا أحنا أحياناً بنتمسك بكلمتنا بكبرياء ونقول:
 كلمتي ما تنزلش الأرض...
ربنا طيب ومتواضع وحنين ياريت نرجع لربنا في فترة
 الصوم ده ونأخذ نعمة لكل السنة،
 تسندنا في جهادنا الروحي.

سناء: باين علينا بقينا وعاظ وشطار..
وضحكت نانسي بعذوبة، وأحمر وجهها خجلاً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تعليقكم علي الموضوع