Subscribe:

ads1

11

الاثنين، 20 أغسطس 2012

لنعمل ونجتهد الآن


لنعمل ونجتهد الآن

 
إذ كان الفلاح العجوز يحرث أرضه إعتاد أن

يضع ثوراً و بغلاً معاً يقوما بسحب المحراث .

تكونت صداقة قوية بين الثور و البغل اللذين

 كانا يمارسان عملهما معاً بكل إجتهاد .

قال الثور للبغل : " لقد تعبنا أياماً كثيرة في حرث

 الأرض ، و لم يعطنا الفلاح راحة كافية .

 هيا بنا نلعب دور المريضين ،

 فيهتم بنا و يريحنا قليلاً " .

أجاب البغل : " لا كيف نتمارض

 و موسم الحرث قصير ، و الأيام مقصرة ،

 إن الفلاح يهتم بنا طوال العام ،

 و يقدم لنا كل إحتياجاتنا .

 لنعمل بإجتهاد حتى ننتهي من عملنا ،

 فيفرح بنا الفلاح "

قال الثور : " إنك غبي و غير حكيم .

لتعمل أنت بإجتهاد ، فيستغلك الفلاح ،

 أما أنا فسأتمارض " .

إذ تظاهر الثور بالمرض قدم له الفلاح عشباً

طازجاً و حنطة و إهتم به جداً و تركه يستريح .

عاد البغل من الحرث مرهقاً إذ كان يسحب

 المحراث بمفرده ،

فسأله الثور : "ما هي أخبارك ؟ "

أجابه البغل : " كان العمل شاقاً ،

 لكن اليوم عبر بسلام "

عندئذ سأله الثور :" هل تحدث الفلاح عني ؟ " .

أجاب البغل :" لا " .

في الصباح قام الثور بنفس الدور حاسباً أنه

 قد نجح في خطته ليعيش في راحة و يعفي

 نفسه من العمل ،يأكل و يشرب و ينام بلا عمل .

 و في نهاية اليوم جاء البغل مرهقاً جداً .

سأل الثور البغل كما في اليوم السابق عن حاله

فأجابه : " كان يوما مرهقاً جداً ،

 لكني حاولت أن أبذل جهداً أكثر لأعوض

عدم مشاركتك إياي في العمل " .

فتهلل الثور جداً و سخر بالبغل لأنه يرفض

 أن يتمارض فيستريح معه .

سأل الثور البغل : " ألم يتحدث معك الفلاح

 بشيء عني ؟ "

أجابه البغل : " لم يتحدث معي بشيء ،

 لأنه كان منهمكاً في الحديث مع الجزار " .

هنا إنهار الثور و أدرك أن الفلاح سيقدمه غداً للذبح ،

لأنه لا يصلح للعمل بعد .

+ كثيراً ما نظن أن راحتنا هي في الكسل و التراخي ، 

فنتمارض و نعطي لأنفسنا أعذاراً ،

و لا ندرك إننا بهذا نعد أنفسنا للذبح

+ كثيراً ما نتلذذ بشهوات الجسد ،

 ظانين أن ذلك فيه راحة و مكسب ،

 لكنه تأتي لحظات ندرك أننا كنا نذبح أنفسنا .

لنعمل و لنجتهد الآن فنحيا... و نغلب... و نكلّل...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تعليقكم علي الموضوع