لماذا
المسيح الله؟
كيف
ظهر الله فى الجسد ؟
عزيزى
القارئ لوانت تُقيم داخل مصر. وانا اُقيم فى فرنسا. واردت الحديث معك فكيف يمكننى
ان اتحدث اليك؟
اكيد احدثك عبر الهاتف. اتحدث معك وانت معى.
هل يمكننى ان اسالك
الى مَن تتحدث الان ؟
فتقول لى انا اتحدث معك عبر الهاتف" فاقول لك انت متاكد
انك تحدث معى ؟ ام مع صوتى ؟ ام مع شريط تسجيل ؟ فتقول لا هذا ولا ذاك فانا اتحدث
اليك انت" اذا انت تتحدث معى بذاتى. بدليل اننا من الممكن الحديث فى اى وقت
وفى اى شئ نريد الحديث فيه. اواى شئ نريد ان نتحدث عنه, وكانى بجوارك داخل مصر. ولكن
هذا ليس بصحيح, فانا اتحدث اليك وما زلت كائن فى فرنسا. وماذا لو كانت حرارة
الهاتف التى يعمل بها الهاتف والتى بدونها يكون الهاتف ميتا لا يؤدى عمله ولا حياه
فى داخله هذة الحرارة هى منبثقة من روحى. روحى التى انا احيا بها, هى التى تُحى
هاتفك ؟
اذاً
انا معك بشخصيتى عندما اُحدثك وبروحى التى هى حياة هاتفك.
اذا
الان انا معك بجسد جديد, والجسد الجديد هو الهاتف بالرغم اننى لم اترك مكانى فى
فرنسا, ولكنها حالة للتجسد, وبالفعل انا الان اتجسد فى هاتفك عندما اتحدث اليك من
خلاله.
قال
المسيح الى الكتبة والفريسيين((قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون
ابراهيم انا كائن (يو 8 : 58))
ويقول
يوحنا الرسول عن
المسيح (( في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان
الكلمة الله . و الكلمة صار جسدا و حل بيننا و راينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب
مملوءا نعمة و حقا (يو 1:1,14 )) فى البدء كان كلمة والكلمة هنا ليس معناها الكلمة
اللفظية فعندما كنت اُحدثك من خلال الهاتف لم يكن كلامى لك هو كلمة لفظية بل كنت
تتحدث معى . مع شخصيتى. معى انا. وليست كلمتى اللفظية لانك لاتسمع كلمتى فى شعرٌ
مثلا. او تسمع شريط مُسجل بصوتى. وانما انت تتحدث معى انا. , والكلمة هنا تعود على
شخصى انا.
فيقول
يوحنا( فى البدء كان كلمة) ولو كان يقصد يوحنا الكلمة اللفظية لقال ( فى البدء
كانت كلمة ) لان الكلمة مؤنثة. فان كان يقصدها لقال كانت وليس كان .
وايضا
قال يوحنا (والكلمة صار جسداً ) فان كان يقصد الكلمة اللفظية لقال (والكلمة صارت
جسداً) لان الكلمة مؤنثة. فان كان يقصدها لقال صارت وليس صار, ولكنه يقصد الكلمة
التى تعود على الشخص وهو الضمير المستتر وتقديره هو. بمعنى انه كان موجود عندما
قال( فى البدء كان كلمة) والبدء هنا هو بدء ازلى لم يحدد متى كان هذا البدء (الكلمة
صار جسدا) بمعنى انه تجسد وهنا اصبح البدء للجسد فقط عندما صار جسدا .
وايضا
القران يقول نفس الكلام. يقول نفس المضمون عندما قال ((آل عمران- آية45إذ قالت
الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه
المسيح عيسى ابن مريم وجيها في
الدنيا والآخرة ومن المقربين)) وهنا ايضا لايقصد الكلمة اللفظية لان الكلمة مؤنثة.
وان كان يقصدها لقال يا مريم نبشرك بكلمة (اسمها ) عيسى ابن مريم ولكنه قال (اسمه )
وهنا يظهر الوضوح انه يقصد الشخص وهو الضمير الغائب الذى تقديره هو (عيسى ابن مريم)
ولتوكيد قال القران عن زكريا ابو يوحنا المعمدان الذى هو (يحيى) فى القران (( مريم
- اية7 يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ))
وهنا
نرى ان (اسمه ) تعود على الغلام وهو الشخص نفسه الذى هو (يحى) هذا كان شق. والشق
الثانى ان يحى غلام ولو كان عيسى مثله لقيل عنه غلام ولكن الغلام له بداية لشخصيته
كغلام وبداية جسده معا عند ولادته كغلام .
اما
عن
المسيح فالبداية للجسد فقط اما الكلمة التى هى شخصه موجودة من قبل ولادته عند
الله كما يقول القران ايضا ((النساء- آية171 يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا
تقولوا على الله إلا الحق إنما
المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (وكلمته ألقاها) إلى
مريم (وروح منه) فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله
إلـه واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا))
من اية القران السابقة علمنا ان الكلمة ليست كلمة لفظيية ولكنها كلمة تعود على
الشخص نفسه وهذه الاية يتحدث فيها القران ان الكلمة كانت موجودة والقاها. والدليل
انها موجودة انه ألقاها فكيف تلقى بشىءٍ لم يكن له وجود من قبل اَن تلقيه ؟ ومَن
الذى القى الكلمة ؟ الذى القى الكلمة هو الله فأين كانت تلك الكلمة قبل ان يلقيها
الله؟ كانت عند الله" ومتى كانت عند الله؟ لم يحدد لها تاريخ وهنا نرى أنه نفس
كلام يوحنا الرسول ان الكلمه هى الشخص نفسه وليست كلمة لفظية وانها كانت موجودة
قبل الأذل وانها كلمة الله العاقلة التى تعود على نفس الله. وهنا هل نقول ان
المسيح جزء من الله وليس الله؟
من
المثل السابق عزيزى القارئ تبين لك اننى كنت اتحدث اليك من فرنسا وانت فى مصر دون
ان اتى الى مصر واننى كنت معك دون ان تكون مع جزء منى. بل كنت تُحدث شخصيتى كاملة.
ومن
هنا أحب ان اوضح ان هناك (جزء يتجزء)(وجزء لا يتجزء)
نبدأ
اولا بالجزء الذى يتجزء:
الجزء
الذى يتجزء. مثل (العين) العين جزء من الجسم ولكنها تتجزء. لأنها يمكنها ان ترى
فقط ولكنها لا يمكنها ان تشم او تتكلم............الخ
وكذلك
الآذن انها تسمع فقط ولا يمكنها ان ترى او تشم او تتكلم وهى ايضا(جزء يتجزء)وكذلك
الانف او الفم ............الخ
اما(الجزء
الذى لايتجزء) فهو(المُخ) المُخ جزء من الجسم كلة وبالرغم من انه جزء. الا انه يعمل
اعمال الكل فهو الذى يرى ويتكلم ويشم ويسمع وبدونه لم يعمل اى جزء من اجزاء الجسم
ومن هنا يتبين لنا اننى عندما كنت اتحدث اليك على الهاتف وانا فى فرنسا وانت فى
مصر كان معك الكلمة العاقلة التى هى (جزء لايتجزء ) منى وانك كنت معى وانا كنت معك
. وهنا قد تبين لنا ان كلمة الله التى هى (صار جسدا) كلمة الله التى هى(اسمه)عيسى
بن مريم . كلمة الله القاها الى مريم فتمثل لها بشرا
لم
تكن (جزء يتجزء) بل كانت(جزء لايتجزء) وانها تعمل اعمال الكل وانه واحد فى جوهر
الله.
ويقول
الكتاب ((1تي 3 : 16)و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في
الروح تراءى لملائكة كُرز به بين الامم اومن به في العالم رُفع في المجد)) عزيزى
القارئ.
تامل
معى موسى النبى موسى النبى الملقب (بكليم الله) موسى كان يصعد الى الجبل ليكلم
الله. وكان الله يتكلم معه هل موسى رأى الله؟ لم يرى موسى الله" ولكن لقائة
مع الله على الجبل عن طريق الحديث معه لأن الله لم يراه احد قط ولا الملائكة
هل
نقدر ان نقول ان موسى يتكلم مع صوت الله فقط ؟
طبعا
هنا صوت الله جزء لا يتجزء من الله نفسه بل الكلمة هى تعبر عن ذات الله لأنها تخرج
من نفس الله وانها واحد فى جوهر الله فأن كان موسى كليم الله
المسيح ذات الله
المسيح هو
الله فى الجوهر لأن الله ظهر بكلمة فى الجسد بمعنى تجسدت كلمة الله لا تُسمع فقط
مثلآما كان يَسمع موسى النبى بل تجسدت فى جسد كى تُسمع وتُرى بالعين وذلك ما حدث
عندما تجسدّتُ انا فى هاتفك عندما تَحدّثتُ معك وانا فى فرنسا وانت فى مصر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع