اشكروا في كل شيء لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم
( 1تس 5: 18 )
( 1تس 5: 18 )
عزيزي ..
إن جهنم، ذلك المكان المروِّع الذي سيُطرَح فيه كل الخطاة غير التائبين،
يصورها لنا الكتاب المقدس بأنها ظلام ووحدة وعطش.
والمسيح فوق الصليب احتمل ذلك كله لأجلنا.
كان نطقه الرابع تعبيرًا عن الظلمة والوحدة،
فمن أعماق الظلمة صرخ «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟»،
ثم بنطقه الخامس يعبِّر عن العطش «أنا عطشان».
وبينما السماء منعت عنه ومضة من النور،
أنكرت الأرض عليه قطرة من الماء!
هذا ما عاناه المسيح لأجلنا. لقد تحمل الألم المرير والعطش
القاسي ليرحمنا من العطش الأبدي.
ألا تنظر الآن إلى الذي صُلِبَ من أجلك؟
هل تنظر إليه بالإيمان، ذاك الذي أحبك، أم أنك ترفضه
وتمضي إلى الظلمة الأبدية والعطش الأبدي؟
والآن دعني أتحول بالحديث إلى كل متألم أو مُجرَّب.
عزيزي:
إذا كنت تجتاز في آلام مريرة وتجارب قاسية،
إذا كنت تعاني من جرّاء فقر مدقع وحاجة شديدة، فتفكَّر في
المسيح الذي سبق أن جاز في أرض الشقاء، والذي جاء إلى مركز بؤسنا.
إن ذاك الذي رأيناه في الصليب يصل إلى عمق الفقر ويقاسي شدة الألم،
يقدر أن يرثي لنا لأنه مُجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية.
وفيما هو قد تألم مُجربًا يقدر أن يعين المُجربين ( عب 2: 18 ).
لقد سُرَّ ـ تبارك اسمه ـ بإرادة الآب، وقَبِلها، حتى لو كانت العطش الشديد.
قال أحد رجال الله: ”لا تتذمر، لو لم يكن لديك سوى الماء لتشربه،
لأن سيدنا وهو يموت لم يحظَ بهذه النعمة“! وقال آخر:
”لا تتذمر لو كان طعم الدواء في فمك مُرًا لأن سيدنا أعطوه قبيل موته الخل،
فشرب ثم مات“! نعم، لا تتذمر بل ضع الشجرة المقطوعة في وسط
مرارة قلبك، ضع المسيح وهو فوق الصليب في ظروفك المُحزنة المريرة،
وسرعان ما ستتحول المرارة إلى حلاوة.
لكن لا يكفي ألاّ تتذمر، بل ليت لغتنا تكون لغة الشكر. ففي الواقع،
ما أقل شكرنا!
أ تُرانا نفكر في كأس الماء التي نشربها لكي نشكر الله عليها؟
بل كم لدينا ما هو أكثر بكثير من كوب الماء،
ومع ذلك ما أقل شكرنا! أَوَلا يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه،
والعبد كسيده! لكنه في نعمته لا يسمح لنا أن نصل إلى ما
وصل إليه هو من فقر واحتياج.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع