Subscribe:

ads1

11

الأحد، 28 أكتوبر 2012

بطريرك من طريقة إلى الاعدام الي الرجوع لكرسيه


القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية فى طريقة إلى المنفى ثم يرجع لكرسيه

حكم مجمع السنديان برئاسة ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى الـ 23 بحرمان القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية وإقصائه عن كرسيه ونفيه ، وحكم النفى كان يعنى الإعدام حيث إعتاد الأباطرة أن يدفعوا الأساقفة المنفيين للمشى مسافات طويلة لمكان نفيهم فى البرد والحر بدون وجبات غذائيه تقوتهم حتى يسقطون فاقدى الوعى ويخورون ويموتون فى الطريق .
وسلم القديس يوحنا فم الذهب نفسه لتنفيذ الحكم عليه وأرسل فى قبضة قوة للنفى .
حقد الأسقف سفريان وإثارته للشعب
ولم يستطع  الأسقف سفريان أن يخفى فرحه على نفى فم الذهب ، فذهب الأسقف سفريان إلى الكنيسة حاسباً انها فرصة ذهبية لإنتقاد يوحنا وإنتقاص من قيمته أمام شعبه حيث صرح بأن القديس يوحنا قد أدين بدون سبب وهذا فيما يبدوا كان تأكيداً لسلطة الأساقفة الذين ادانوه فقال (1) :
" إن كان يوحنا قد أدين بدون سبب ، فإنه يكفى تعاليه جريمة تبرر إستبعاده ، يمكن للناس أن يغفروا كل الخطايا ، لكن " الله يقاوم المستكبرين" (2)
وما أن أنهى الأسقف سفريان عباراته اللاذعة حتى هاج الشعب وغضب لشدة حزنة على أسقفه القديس يوحنا الذى نفى ، وإزدادت ثورته ، وخرج الناس فى الشوارع حتى قرر فى نفسه عودة القديس .
زلزال يهز القسطنطينية
وأثناء تحرك القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية فى طريقه للمنفى حدثت زلزلة هزت أرجاء القسطنطينية وأرعبت الحكام وذاب قلب الإمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia زوجة الإمبراطور  أركاديوس Arcadius فى داخلها وقد إعتبرت هذه الزلزلة كقول الأسقف والمؤرخ بالاديوس : " علامة غضب الرب الإله يحل عليها بسبب ظلمها للراعى الأمين " .
فأسرعت الإمبراطورة إلى زوجها فى مخدعه تطلب سرعة عودة القديس يوحنا ، وفى نفس الوقت كتبت بيدها رسالة تعتذر له عما حدث ، أرسلتها مع أحد من خصيانها أسمه بريزو Briso تترجاه أن يعود.
عودة للأسقفية بإسم الشعب
وكان القديس يوحنا فم الذهب قد عبر البوسفور ، ولكنه رفض دخول القسطنطينية إلى كرسيه مالم تثبت برائته بحكم مجمعى يبطل حكم مجمع السنديان ، ولكن خرج شعب القسطنطينية ليلاً يحملون المشاعل ويترنمون بالمزامير (4) ويرددون الألحان ، فنسى الشرط الذى وضعه وحقق أمنية الشعب المسيحى ولأجل سلام المدينة وهدوئها ذهب مع الشعب إلى " كنيسة الرسل " وشكر الرب الإله وبارك اسمه القدوس (5) "
وكان هذا خطأ من القديس يوحنا فم الذهب ألا يبرئ ساحته من مجمع كما حكم عليه مجمع ، بالرغم من أن مجمع السنديان غير قانونى ، فكان له فرصة ان يثبت ذلك عن طريق مجمع وكان غرض المجمع أن يسكت كل معارضيه ويخويهم ، ولكن المجمع الذى أقترحه لم يعقد وإستعجل دخول القسطنطينية ، وهذا هو ما حدث وما علينا إلا أن نسرد ما جاء فى التاريخ .
عظة القديس يوحنا فم الذهب
ذكر المؤرخ سزوومين (6) أن القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية ألقى خطاباً على شعبه شبه فيه إعتداء ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى الـ 23 عليه بحرمه وإقصاءه عن كرسيه ونفيه بفرعون مصر الذى أراد إغتصاب ساره إمرأة إبراهيم ، وقام القديس يوحنا بمدح الإمبراطور والرؤساء الذين أرسلوا إليه أن يرجع لكنيسته ، فصفق الحاضرون وتهللوا حتى أضطر القديس أن يختم حديثه من شدة التصفيق .       
وقد سجل مجنى(7)  Migne  العظة التى ألقاها القديس يوحنا فم الذهب بطريرك القسطنطينية ، وبها ستلاحظ أيها القارئ أنه يقدم للرب الإله ذبيحة شكر ، معلنا محبة الرب وعنايته لنا فى كل الأحداث ، فى الإستبعاد كما فى الرجوع - فى الفرح كما فى الضيق وفيما يلى نص لعظته : -
" ماذا أقول ؟ وماذا أنطق ؟
مبارك هو الرب ! هذا ما قلته عند رحيلى ، وهذا ما أردده ألان أيضاً ..
أتذكرون أنى تحدثت عن أيوب القائل : ليكن اسم الرب مباركاً .. إلى الأبد !!
إننى أكرر نفس العبارة : مبارك هو الرب الإله ، لقد دارت الأحداث ، فليبارك الرب ، فإن الشتاء والصيف يتلاحقان لأجل إثمار الأرض ، أى يعملان بهدف واحد ، هكذا فليتبارك الرب الذى تركنى أرحل ، وليتبارك الرب لأنه أرجعنى ، ليتبارك الرب الذى سمح بالعاصفة ، وليتبارك الرب الذى نزعها وهدأها ..
مبارك هو الرب !
قبلاً .. كانت الكنيسة وحدها مملوءة شعباً ، أما ألان فقد تحولت الأجور (8) إلى كنيسة إنى اتطلع من أول الموضع حتى نهايته كأنى أرى رأساً واحدة ( يعنى من كثرة اإزدحام ووحدة الرأى والفكر) !!
هوذا الكل فى صمت يتعبدون !
البعض يترنم والآخر يبارك !!
هوذا اليوم تقام ألعاب السيرك ، ولكن ليس من يذهب إليها ، فقد ركضتم جميعاً إلى الكنيسة كالسيل ، صارت الجموع كفيضان ، ، وأصواتكم ترتفع كالأنهار ، تنساب نحو السماء ، وهى تلهج بحبكم للآب ..
أنظروا حقيقة ما اقول لكم : إن إحتمال الألم بشكر نافع ! هوذا قد جمعكم الألم بجوار الرسل (يقصد كنيسة الرسل) ، لقد عدت أنا الذى طردت لكى اكون بجوار الذين طردوا من قبلى ( يقصد الرسل)
لقد واجهتنى مصاعب ، وهم أيضاً إحتملوا الإضطهادات ! ...

وفى عظته يتحدث عن شعبه فيقول :
" كان جميعهم حملاناً ، ليس بينهم ذئب واحد !
كلهم سنابل ليس بينهم أشواك !
لقد هلكت الحيوانات المفترسة وهربت الذئاب ..
أنتم رعية ، يالعظمة الحملان ! ففى غياب الراعى طردت الذئاب ! ..
فى غياب العريس طرد الزناة !
يا لجمال العروس وعفتها !
لقد كشفت عن جمالها ونقاوتها : كيف طردت الزناة !
بحبك لعريسك ، كيف طردت الزناة ؟ لم تحملى سلاحاً ، ولا سيفاً ، ولا عصا ، ولكن معظم عفتك قد كشفت عن جمالك فلم يحتملوا ضياءه !
أين هم الآن ؟ إنهم فى خزى ؟
أين نحن الآن ؟ فى فرح ! لقد إتحد معنا البلاط الإمبراطورى وأصحاب السلطان ايضاً !
ولكن ماذا نقول ؟ : ليكن الرب معكم ومع أولادكم ، وليجمع الرب فى شباكه عطفكم !
لنختتم هذه العظة ، ولنشكر محبة الرب الرحوم على كل حال ، الذى له المجد إلى الأبد آمين "
 المـــــراجع
(1) Soc 6: 16
(2) 1بط 5: 5 ، يع4: 6 
(3) Palladius. Pg 47 - 30 .
(4) Soz, 8: 18
(5) Palladius. Pg 47 - 30 .
(6) Soz, 8: 18
(7) Post, reditum ad exilis PG 52: 439- 442
(8) مكان عام ربما صالة للأجتماعات ملحقة بالكنيسة .
(9) القديس يوحنا ذهبى الفم (سيرته ، منهجه وأفكاره ، كتاباته ) - القمص تادرس يعقوب ملطى - أقوال الآباء (علم الباترولوجى) - سنة 1980م ص 91

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تعليقكم علي الموضوع