ابونا داود لمعي - كنيسة الآلم والتجارب الكنيسة الثانية
نذكر كمثال لها ما تعرض له داود النبى من مؤامرات شاول الملك ، التى صقلت شخصيته و منحته صلابة و قوة ، مع عمق فى الصلاة و المزامير ، و أهلته للملك فى وقت صقلت فيه شخصيته بالإضافة إلى باقى تجاربه أيضاً ، مع يوآب بن صرويه ، و شمعى بن جيرا ، و مع ابنه أبشالوم و كيف كان كل ذلك لنفعه روحياً
حكمة الله أيضاً فى وجود الألم
إن الأمراض الخطيرة هى التى تنتشر فى الجسم دون الشعور بالألم ! و لا يكتشفها الإنسان إلا بعد أن تصل إلى درجة يصعب فيها علاجها ، مثل بعض السرطانات لذلك كانت حكمة من الله أن يوجد الألم الذى يساعد على إكتشاف المرض و علاجه
نضم إلى هذا النوع أمراض الأطفال ، الذين لا يعرفون طريقة للتعبير عن مرضهم ، و لكن إحساسهم بالألم فى مواضع معينة يكشف المرض لعلاجه
* * *
الألم أيضاً مفيد فى قيادة الإنسان إلى التوبة
إن ساعة واحدة من الألم المتعب ، قد ترجع الإنسان إلى الله ، أكثر من عشرات العظات فيما يشعر أنه قريب من الأبدية فيستعد لها أو يشعر باحتياجه الشديد إلى الله نفسه فيسعى إليه
بل إن الألم يوجد مشاعر الحنو و التعاطف
حيث يشفق الناس على المتألمين ، و يساهمون فى العمل على تخفيف آلامهم ، و هكذا تتعمق العلاقات الإجتماعية و البعض قد يتطوعون و يتبرعون ببعض دمائهم ، أو بنقل بعض أعضائهم إلى المحتاجين إليها
كما أن الأطباء و العلماء – لتخفيف آلام الناس و علاجهم – يبذلون كل الجهد ليصلوا إلى أنواع من العلاج و هكذا يرتقى العلم و الطب
أما الآلام النفسية ، فلها فوائد أيضاً و ما أجمل قول أمير الشعراء :
و متعت بالألم العبقرى و أنبغ ما فى الحياة الألم
من كتاب الله و الانسان لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع