طبيعة وحدانية الله
هل الله واحد أم ثلاثة ؟؟؟
لعل من اكثر الامور التي تصعب على الفهم عند كثير من البشر هي طبيعة
الله فالبعض يرفض فكرة الثالوث و يعتبرها كفراً و يعتبر الله مجرد جسم مصمت يملأ
الكون و لكن من يدقق بكثير من الآيات عند جميع الأديان ..
سيجد انه كثيراً ما يوصف الله أن له يد و يقول كلاماً أي له فم و له إرادة أي عقل
و يهب لنجدة الذين يطلبونه وقت الضيق ..
و انا اطلعت على قليل من تعاليم السيخ و الهندوس ..
وجدتهم يجسدون الآلهة يعني أن فكرة تجسد الإله و نزوله هي غاية البشر و منيتهم
..لعل كل الأديان تسعى لله و تطلبه و تصلي له لكن المسيحية وحدها تعلم أن الله
تجسد و هو أتى لعالمنا و تجول بيننا و علم تعاليم رائعة و عاش حياة كاملة
و عانى من التجارب و لكن كان كاملاً و زكياً و بدون خطيئة ..بل و افتدى خطايانا
على الصليب ..
الكتاب المقدس هو كلمة الله ، وبعهديه القديم و الجديد هو مرجعنا لأي سؤال متعلق بالله، و يؤكد الكتاب المقدس حقيقة وحدانية الله بشكل لا يقبل المساومة، و هو مليء بالشواهد التي تقر بهذه الوحدانية ، مثل:
خروج 2:20 "أنا الرب إلهك.. لا تكن لك آلهة أخرى أمامي".
تثنية 35:4 "لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه".
إشعياء 5:45 "أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي"
إشعياء 18:45 "أنا الرب وليس آخر"
إشعياء 21:45 "أليس أنا الرب ولا إله غيري. ليس سواي"
إشعياء 22:45 "لأني أنا الله و ليس آخر"
إشعياء 9:46 "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي".
رومية 12:10 "لأن رباً واحداً للجميع"
كورنثوس الأولى 6:8 "لكن لنا إله واحد"
أفسس 5:4 .... "رب واحد. إيمان واحد. معمودية واحدة"
1 تيموثاوس 5:2 "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد"
يعقوب 19:2 "أنت تؤمن أن الله واحد حسناً تفعل"
وقانون الإيمان الذي نردده في كنائسنا بجميع طوائفها يقول:"نؤمن بإله واحد
فنحن موحدون نؤمن وبكل يقين أن الله واحد لكن هذه الوحدانية ليست وحدانية مُجردة مُطلقة، لكنها وحدانية جامعة مانعة، بمعنى أنه إله واحد، جوهر واحد، ذات واحدة، لاهوت واحد، لكنه أقانيم متحدون بغير امتزاج، ومتميزون بغير انفصال، وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية تدل على التمَيّز بغير انفصال( إتحاد في الجوهر و الطبيعة وتميز في الشخصية).
والأدلة كثيرة على أن وحدانية الله جامعة وليست مطلقة، فأسماء الله قد وردت في العهد القديم بصيغة الجمع أكثر من ثلاثة آلاف مرة. أول آية في الكتاب المقدس في سفر التكوين تقول " في البدء خلق ( بصيغة المفرد) الله ( ألوهيم بصيغة الجمع) السموات والأرض." نعمل ( بصيغة الجمع) الإنسان على صورتنا كشبهنا." ( بصيغة الجمع) " هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا" " هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" وفي سفر إشعياء " ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أُرسِل ( بالمفرد) ومَن يذهب من أجلنا( بالجمع)." ولا يمكن أن نقول أن هذه صيغة تعظيم، فصيغة التعظيم لا وجود لها في اللغة العبرانية لكنها مُستحدثة في اللغة العربية، وحتى هذه الصيغة المُستحدثة لا تنطبق على قولهِ " هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منّا" وهذه الوحدانية الجامعة غير المُجرَّدة لازمة وضرورية لتفسير طبيعة الله قبل خلق هذه الخليقة، فنحن نعرف أنه بعد أن خلق الله الخليقة قد أحبّنا وصار يسمع صلواتنا ويتكلم إلينا في الأنبياء.
والسؤال هو تُرى ماذا كان يفعل الله قبل هذه الخليقة؟ هل كان يتكلم؟ هل كان يسمع؟ هل كان يُحب؟ لكن مع من وإلى من كان يسمع ومن كان يحب؟ هل كان قبل الخليقة صنماً لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب ثم صار بعد الخليقة إلهاً حياً، حاشا!
إن الله لا يتغير ولا يتطور ولا يمكن أن يُضاف إليه شئ، فالله كان يحب ويتكلم ويسمع ضمن أقانيمه الثلاثة. فإذا قلنا أن الله لم يكن يتكلم قبل أن يخلق المخلوقات و أصبح يتكلم فهذا يعني إما تغيراً في الذات الإلهية أو أن الله غير مستقل و غير مكتف بذاته و هو بحاجة لمخلوقاته حتى يمارس صفاته وتكون صفاته عاملة ، حاشا لذلك فوحدانية الله هي الوحدانية الجامعة المانعة جامعة لكل ما يلزم الله لممارسة صفاته ومانعة لوجود جوهر آخر أو تركيب أو تجزئة في جوهر الله ، والتي وحدها تليق بجلاله لأن بها تكون له ذاتية خاصة، ويكون متصفاً بكل الصفات الإيجابية اللائقة بكماله، وتكون هذه الصفات ليس بالقوة بل بالفعل ومنذ الأزل هي عاملة، لذلك فلم يعترِه أي تغيير عندما تجسد الأقنوم الثاني على كوكبنا ..
و لنقرأ قصة الميلاد لندرك أكثر القصة
6 وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة
27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف.واسم العذراء مريم.
28 فدخل اليها الملاك وقال سلام لك ايتها المنعم عليها.الرب معك مباركة انت في النساء.
29 فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحية.
30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله.
31 وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.
32 هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.
33 ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية
34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا.
35 فاجاب الملاك وقال لها.الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله
و لتقرأ من سفر ميخا بالتوراة النبوءة عن ميلاد المسيح
و لننتبه أنها حددت مكان الولادة قبل مئات السنين من ولادته
في بيت لحم .. و هل هناك إثبات بعد هذا كم هو الله دقيق في كلامه
رغم أن مكان اقامة يوسف الصديق و مريم هو الناصرة !!
اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.
اي أن ولادة المسيح من الروح القدس من مريم العذراء لم تكن بداية وجوده
بل هو موجود منذ الأزل ..
و دعونا نضع جانباًً أفكارنا المسبقة و لننظر للشمس مثلاً
الشمس ألا تكون ثالوث و بنفس الوقت هي وحدة ...
الشمس بإمكانك أن تأخذها على أنها كوكب مصمت أو كتلة
و لا تقبل أي تجزيء لها و تتهم من يعارضك بالغباء و الكفر
و بإمكانك أن تنظر لها مثلاً بانها نور و حرارة و وجود ( كيان )
اسمح لي نور الشمس يصلك و بنفس الوقت تقول ( الشمس أنارت البيت )
و هو نفسه يعطيك الإحساس بالحرارة عندما تطلب دفئها و تقول ( الشمس حارقة )
و أيضاً الكوكب الشمس موجود - الآب موجود .. ككيان ..
أي بكل بساطة النور هو الشمس و الحرارة هي الشمس و الكوكب هو الشمس أي أن لا تجزئة بينهم و هم ثالوث في وحدة ..الفكرة بسيطة
الحرارة هي الروح القدس روح الله .." الله حي "
و الضوء نستطيع تشبيهها بالإبن المسيح الذي ولد بعد ان حل
الروح القدس على مريم العذراء و التي حبلت من الروح القدس
و السيد المسيح هو القائل " أنا نور العالم " ..
و الكوكب نفسه كوكب الشمس .. الوجود .. الآب
فهما وجدا بنفس الوقت و لكل واحد عمل و هناك اختلافات و لكنهم يشكلون
كوكباً واحداً و وجود واحد ..
و هنا أيضاً تستطيع أن تقول الآب هو الله و الإبن هو الله و الروح القدس هو الله
المسيح و لو أتى لعالمنا في وقت محدد لكن وجوده منذ الأزل
و قس على ذلك النار مثلاً و كثير من الامثلة الحياتية موجودة
فالثالوث ليس اجتزاء لله و لطبيعته فهو كما نقول في بداية صلاتنا
باسم الآب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين
و سلام الرب يجمع جميع الأخوة البشر في مظلة الله و محبته و رعايته
فلا يبقى بغض و لا كره و لا تفرقة بل الكل أحبة ..و كما يعلمنا الإنجيل
الله محبة و في القلوب المحبة المتسامحة يسكن ...
++++++++++++++++++++++++++++++++++
صديقي العزيزاسمح لي في هذه الرسالة أن نقدم لك بعض الكلمات المعبرة عن السيد المسيح ...
فهل هناك ما هو أجمل من الحديث عنه
جاء من الله ، مولودا من امرأه بسيطة . كان ميلاده أمراً حيّر الحكماء ، ولم يستطع أحد من العلماء تحت الشمس أن يدرك هذا السر . أخذ طبيعة البشر لكي يفتدي الجنس البشري ، وصار ابن الانسان لكي نصير نحن أولاد الله .
عاش فقيراً ، ونشأ مجهولاً ، في صباه لم يخرج من بلدته إلا مرة واحدة . لم يكن له نصيب في التعليم العالي ، لأن عائلته لم تكن لها ثروة أو نفوذ . ومع ذلك ففي طفولته كان سبب الرعب في قلب ملك ، وفي صباه حيّر أهل المعرفة ، ولما اكتمل شبابه سيطر على الطبيعة ، فمشى على الأمواج وأمر البحر فهدأ ، وشفى الجموع الكثيرة ، وأقام الموتى بسلطان كلمته .
لم يكتب كتاباً واحداً في حياته ، ومع ذلك فليست هناك مكتبة يمكنها أن تسع الكتب المكتوبة عنه . لم يؤلف ترنيمة واحدة ، ومع ذلك فان ألحان التسبيح والتمجيد له تبلغ عدداً لا يستطيع جميع الموسيقيين معاً أن يؤلفوا ما يساويه . لم يؤسس مدرسة واحدة ، ومع ذلك فكل جامعات العالم لا يمكنها أن تفتخر بتلاميذ أكثر من تلاميذه . لم يدرس الطب ولم يمارس هذه المهنة ، ولكن من ذا الذي يستطيع أن يحصي عدد القلوب التي سحقتها الآلام ووجدت الشفاء عنده ؟ لم يقد جيشاً ، ولم يجند عسكرياً ، ولم يحمل سلاحاً ، ومع ذلك فليس هناك قائد جمع حوله عدداً من المتطوعين أكثر منه، وفي كل أنحاء الأرض ألقى كثير من العصاة أسلحة تمردهم ، وأخضعوا ارادتهم لإرادته دون أن يصدر منه تهديد ودون الالتجاء إلى الشدة ولكنه هزمهم بسلاح اللطف والوداعة .
لقد خلع الملابس الملكية الفاخرة ليرتدي الملابس المتواضعة . كان غنياً وفي سبيل محبته لنا قد افتقر ... وإلى أي درجة من الفقر قد وصل ! اسأل عن ذلك مريم امه ، بل اسأل الرعاة والمجوس . وقد رقد في مذود لا يملكه ، وعبر بحيرة جنيسارت في قارب لا يملكه ، وفي يوم دخوله أورشليم كان راكباً على جحش لا يملكه ، ودفن في قبر يملكه غيره.
كثيرون من العظماء ظهروا ثم طواهم النسيان ، ولكنه وحده الذي يبقى مدى الأجيال . لم يقدر هيرودس الملك أن يقتله ، ولم يتمكن الشيطان من وضع العقبات في طريق عمله ، ولم يستطع الموت أن يهزمه ولا القبر أن يستبقيه تحت سطوته .
هو المسيح الذي لا مثيل له " يدعى اسمه عجيباً " " له يشهد جميع الانبياء أن كل من يؤمن به ينال غفران الخطايا". الشخصيه المعجزة العظمى في تاريخ البشرية ، وكإنسان كان وجهه يلمع بمجد الله العلي .
صديقنا ،، هذا هو يسوع الذي يستحق أن نكرس له حياتنا ، ونعيش لمجده ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع