هؤلاء قادوا المرحلة الانتقالية بالكنيسة
«باخوميوس» ربان الكنيسة الحكيم.. و«بولا» دينامو الانتخابات البابوية.. و«مرقس» إعلامى الكنيسة.. و«إبرام» بطل الخروج من مأزق المرشحين
الأنبا باخوميوس
بعد رحيل البابا شنودة الثالث فى 17 مارس الماضى، كان موعد القدر للكنيسة الأرثوذكسية أن يقودها عدد من رجالها لمدة قاربت الـ8 شهور ليديروا المرحلة الانتقالية بها فى ظل خلو الكرسى البابوى، ولينتقلوا بها من عهد البابا الـ117 ليسلموها إلى البابا الـ118.
واستطاع القادة الجدد أن يقودوا سفينة الكنيسة بنجاح وسط أمواج عاتية من الأحداث السياسية والكنسية كانت كفيلة بضياعها، ويعود الفضل فى ذلك لحكمة ربانها الأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا الذى يشغل منصب مطران البحيرة وتوابعها، وبمساعدة عدد كبير من أساقفة الكنيسة وأعضاء المجلس الملى العام وهيئة الأوقاف القبطية.
وبتكليف من أعضاء المجمع المقدس للكنيسة الـ122 أسقفا بالداخل والخارج، ولتكون الكنيسة مع موعد آخر لإظهار قدرات أبنائها فى تنظيم العملية الانتخابية للبابا الـ118 ولتتفجر طاقات وإبداعات الشباب فى التنظيم والترتيب لها يقودهم «دينامو الانتخابات البابوية» الأنبا بولا، أسقف طنطا ورئيس المجلس الإكليريكى بالكنيسة، وليكشف عن طاقات فرق «الكشافة» التابعة لأسقفية الشباب بالكنيسة الذين يشرف عليهم الأنبا موسى، والدكتور صموئيل متياس.
وينجح الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة ورئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس، فى إدارة لجنة قيد ناخبى البابا الـ118 وسط اجتماعات مكثفة وجولات وزيارات بالداخل والخارج ليطبق بنود لائحة 1957 الخاصة بانتخاب البطريرك التى تجرى على أساسها الانتخابات البابوية للبابا الـ118، وسط معارضتها باعتبارها تعوق مسيرة توسع الكنيسة فى الخارج على يد البابا الراحل شنودة الثالث.
ويعمل بالتوازى مع كل هؤلاء الأنبا إبرام، أسقف الفيوم الذى أسهم بشكل كبير ومباشر فى إدارة لجنة الترشيحات البابوية إلى جانب الأنبا باخوميوس، لتخرج الكنيسة من مأزق الـ17 مرشحا لمنصب البابا وسط اعتراضات كبيرة من الأقباط على بعض المرشحين لتستقر القائمة النهائية على 5 مرشحين لاقوا قبولا وترحيبا قبطيين واسعين.
قاد الأنبا باخوميوس ورجاله بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، سفينة الكنيسة الأرثوذكسية باقتدار وتمكن ووقف كالصخرة فى وجه من حاول تعطيل المسيرة، ونجح فى أن يحظى بحب الشعب القبطى ليهتفوا بحياته فى لقاءاته معهم، وعمل على احتضان الكنيسة لأبنائها بالمهجر والعلمانيين من الأقباط، وليفتح أبواب الكاتدرائية أمام الشباب القبطى المتحمس لخوض غمار العمل السياسى، ونأى بالكنيسة عن الانغماس فى معركة الانتخابات الرئاسية، وقاد باحتراف مع أعضاء المجمع المقدس وضع الأقباط بالدستور الجديد، وواجه بحكمة عالية المشاكل الطائفية التى وقعت فى الفترة القصيرة التى جلس فيها داخل المقر البابوى.. عن هؤلاء نتحدث:
الأنبا باخوميوس
- الأنبا باخوميوس.. ربان الكنيسة الحكيم:
ربان سفينة الكنيسة الحكيم الذى أنقذها طوال فترة خلو الكرسى البابوى بوفاة البابا الراحل شنودة الثالث من الكثير من الأزمات والنكبات، واستطاع أن يسلم الكنيسة فى أفضل حال للبابا الجديد، وهو أول أسقف فى عهد البابا شنودة، و«سُيم» أسقفاً فى 12/12/ 1971.
ولد الأنبا باخوميوس، فى شبين الكوم فى 17 ديسمبر 1935، وحصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1956، وبدأ خدمته فى الكنيسة من خلال «مدارس أحد الزقازيق والجيزة وشبرا ودمياط»، ثم عُين سكرتيراً للجنة العامة لمدارس الأحد، ومشرفاً على بيت الشمامسة بالجيزة، ثم حصل على دراسات بـ«الإكليريكية» استمرت من عام 1959 إلى 1961م، وخدم كشماس مكرس بالكويت عام 1961مع القمص أنجيلوس المحرقى، وترهبن الأنبا باخوميوس بدير السريان عام 1962، و«سيم» قساً عام 1966، باسم القس أنطونيوس السريانى، وهو ذات الاسم الذى ترهبن به البابا شنودة الثالث وفى ذات الدير.
وأشرف الأنبا باخوميوس، على المركز البابوى للكرازة، لإعداد الخدام الأفريقيين 1966، كما خدم بالسودان من سنة 1967 إلى مايو 1971، ثم أوفده البابا كيرلس السادس إلى إثيوبيا عام 1971، كما أنه أسس الكنيسة القبطية فى لندن، واشترك فى عدة مؤتمرات دينية، واختير عضواً فى مجلس الكنائس العالمى، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس أفريقيا.
وسُيم أسقفاً على كرسى البحيرة ومطروح والـ5 مدن الغربية فى 1917على يد البابا شنودة الثالث، ليصبح أول أسقف فى عهده، وهو سبب اختياره قائماً مقام البابا بعد رحيله، وجرى ترقيته إلى درجة مطران فى 1990.
- الأنبا بولا.. دينامو الانتخابات البابوية:
دينامو الانتخابات البابوية بلا منازع، لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ودقق فيها، أصر أن يخرج العرس البابوى فى أرقى مشهد وقد كان، ظهرت مواهبه الإعلامية فى الانتخابات البابوية مع قدراته العالية التى مكنته ليشغل العديد من المناصب الكنسية، ليكون حالة فريدة جعلته قبلة جميع وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة، إنه الأنبا بولا، أسقف طنطا، والمتحدث الرسمى باسم لجنة الانتخابات البابوية، ورئيس المجلس الإكليريكى بالكنيسة، وعضو الجمعية التأسيسية للدستور ممثلا عن الكنيسة.
ولد الأنبا بولا باسم عزمى أنيس سعد فى 32 أغسطس 1951 بكفر الشيخ، وحصل على بكالوريوس العلوم قسم جيولوجيا من جامعة طنطا بتقدير عام جيد جداً فى 1974، وأنهى خدمته العسكرية فى يناير 1976 ثم ذهب إلى دير البرموس فى 17/3/1976، ورُسِمَ راهباً فى 24/4/1976 باسم توما البرموسى، وسُيِّمَ كاهناً فى 4/6/1976 م وقمصاً فى 28/5/1977، وسُيِّمَ خورى أبيسكوبس أسقفاً للقرى فى 29/5/1977، ورسمه البابا شنودة الثالث أسقفاً عاماً فى 25/5/1980، وعينه رئيساً للمجمع المقدس للأحوال الشخصية فى كل من مصر وبلاد المهجر فى 1989 ويذهب إلى القاهرة كل أربعاء وللإسكندرية كل ثلاثاء للعمل فى الأحوال الشخصية ويسافر أيضاً إلى الخارج أكثر من مرة سنوياً للغرض نفسه، وقد أصبح أسقفا لمطرانية طنطا وتوابعها فى 18/6/1989.
وأعاد افتتاح فرع طنطا للكلية الإكليريكية عام 1992 فهو مدير الكلية الإكليريكية فرع طنطا ويقوم بتدريس مادتى الكتاب المقدس والعلم والأسرة المسيحية فى كليات اللاهوت بطنطا والإسكندرية والقاهرة والمحلة الكبرى وأيضاً يقوم بتدريس موضوع «الأحوال الشخصية» فى بعض كليات اللاهوت بالخارج، ويشتهر بعظته التى يلقيها كل يوم جمعة بإبراشية طنطا.
الأنبا مرقس
- الأنبا مرقس.. إعلامى الكنيسة:
متحدث لبق، يشغل منصب رئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس إلى جانب كونه أسقفا لإبراشية شبرا الخيمة، استطاع أن يدير لجنة قيد ناخبى البابا الجديد ليستقر فى نهاية الأمر على قيد 2412 ناخبا بالداخل والمهجر شاركوا فى انتخاب البابا الـ118 للكنيسة الأرثوذكسية يوم الاثنين الماضى، إنه الأنبا مرقس، أو نسيم نجيب.
ولد فى الزيتون بالقاهرة فى يوم (2/1/1944) وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم ميكانيكا عام (1968)، وبـدأ حيـاتـه كمـهنـدس فى شركـة (أتوبيس وسط الدلتا) عام (1968) وخدم مع البابا شـنودة الثالث عام (1972) وسيم راهباً فى دير الأنبا بيشوى باسم الراهب أنطونيوس يوم (6 أكتوبر 1976) وقساً فى يوم (9/1/1978) ثم خورى إبسكوبوس باسم الأنبا مرقس للقليوبية فى يوم (18/6/1978) ورقى أسـقفاً عاماً على القليوبية يوم (2/6/1985) وتم تجليسه أسـقفاً على شـبرا الخيمة وتوابعها فى (14/6/1992).
الأنبا إبرام
- الأنبا إبرام.. الخروج من مأزق المرشحين:
فتحت الكنيسة باب الترشح للكرسى البابوى، فتقدم 17 مرشحا لشغل المنصب خلفا للبابا الراحل شنودة الثالث، وكان هو يشرف على تلك العملية، وحينما أعلن العديد من الأقباط رفضهم لترشح الأساقفة على المنصب وقف مدافعا بأنه من حقهم حسب نص لائحة 1957 الخاصة بانتخاب البطريرك، وهى اللائحة التى أنقذته من مأزق الترشيحات، ليطبقها وينقذ الكنيسة من مصير غامض كان سيطيح بها، ولتخرج القائمة النهائية للمرشحين لمنصب البابا الـ118 تحمل 5 أسماء فقط، لتلقى قبول الشعب القبطى عنها، وهو يتابع الأمر من أمريكا.
إنه الأنبا إبرام، أسقف الفيوم، من مواليد قنا 11/2/1950، وتخرج فى الكلية الإكليريكية 1975، ودرس بمعهد الدراسات القبطية قسم الدراسات الأفريقية، وذهب لدير الأنبا بيشوى كطالب رهبنة فى 2/8/1976، وسُيم راهباً فى 21/3/1977، ثم قساً فى 29/1/1978م، وخدم بدولة الإمارات العربية (أبوظبى - دبى - الشارقة) وسلطنة عمان ودولة البحرين، فى المدة 1/12/1978- 22/4/1984، وسُيم قمصاً فى 1/8/1979، ثم أسقفاً بيد البابا شنودة الثالث فى عيد العنصرة 2/6/1985.
وفى فبراير 1994م حصل على شهادة دبلوم معهد الدراسات القبطية قسـم التاريخ بتقدير ممتاز، وفى 27 يناير 2004م مُنح من معهد الدراسات القبطية درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى فى التاريخ القبطى لرسالة عنوانها «الفيوم بين الماضى والحاضر».
وللأنبا إبرام أنشطة عديدة داخل المجمع المقدس، فهو عضو فى لجنة السكرتارية، ولجنة الإيمان والتعليم والتشريع، ولجنة الأديرة والرهبنة، ولجنة الرعاية والخدمة، ولجنة العلاقات الكنسية، ومشرفاً على نشاط الأرثوذكسية ومواجهة التحديات الطائفية المنبثقة من لجنة الرعاية والخدمة بالمجمع المقدس، وعضو لجنة الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية، وعضو المجلس الأعلى للكليات الإكليريكية، ومشرفاً مساعداً للجان الرجاء لخدمة المرضى للكرازة، التابعة للجنة الرعاية والخدمة، ومشرفاً على دير السيدة العذراء بأخميم، ومشرفاً على دير الأنبا توماس ودير الملاك بأخميم، ورئيس رابطة خريجى الكلية الإكليريكية، وهو مدرس اللاهوت المقارن بالكلية الإكليريكية منذ عام 1984، ومدرس بالكلية الإكليريكية بالإسكندرية لعام 1986، 1987، ومدرس بمعهد الكتاب المقدس بدمنهور لعام 2000/2001، وعضو لجنة الوحدة الوطنية بمحافظة الفيوم، وهو عميد الكلية الإكليريكية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع