تعلمنا من والدي النظام والالتزام في كل شيء
أجرت الحوار من الإسكندرية : نيفين كميل
وطني نت " تحاور أخت البابا : الطفل وجيه كان ملتزما ويحب النظام ويتحمل المسئولية
تعلمنا من والدي النظام والالتزام في كل شيء ومن أمي الذهاب للكنيسة والتناول
وجيه الشاب كان طالبا متفوقا في كلية الصيدلة متعلق بالخدمة الكنسية
يتميز بالبساطة في مظهره ولا يقلد تقاليع جيله في هذا الوقت ,
قرار الرهبنة كانت مفاجئة لوالدتي ولم يخبر أحد غيري
البابا كيرلس السادس أول من تنبى له بأن يكون شأنه عظيما
أتمني من الرب أن يعطيه حكمه للحفاظ علي سلام الكنيسة
المهندسة هدي صبحي باقي هي الأخت الوسطي لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني التي تصغره بثلاث سنوات وتعمل مهندسة بقطاع الكهرباء، وتعتبر هي الشقيقة الوحيدة له الأن بعد وفاة الأخت الصغري لهما وتمكث الأن بمنطقة سموحة بالإسكندرية ولها ابن وحيد اسمه ميتاس يعمل مهندسا، وبعد وفاة زوجها تقوم الأن المهندسة هدي برعاية الوالده التي تمكث الأن بأحدي مستشفيات الإسكندرية الخاصة نتيجة لمرضها حيث استقبل الجميع خبر إعلان نتيجة القرعة الهيكلية بفوز الأنبا تواضروس الذي جاء بمثابة مفاجئة تصحبها مشاعر الفرح كما تقول المهندسة هدي والشفقة عليه من هذه المسئولية الكبيرة والخوف من أن يبتعد عنا نتيجة مسئوليته وكان هذا الحوار الذي أختصت به المهندسة هدي جريدة "وطني" رغم إنشغالها مع والدتها .
في البداية نحب أن نعرف أكثر عن مرحلة الطفولة لقداسة البابا الأنبا تواضروس وكيف أثرت في شخصيته ؟
أسرتنا أسرة مكونه من أبي رحمه الله، وكان يعمل مهندسا بالمساحة، ووالدتي أسمها سامية ربة منزل، وجيه الأخ الأكبر لنا مواليد 4نوفمبر1952 بمحافظة المنصورة، أنا أصغر منه بثلاث سنوات، وكانت لنا أخت تصغر وجيه بأحدي عشرعاما وتوفت منذ أربع سنوات لها ولد وبنت، وأنا لدي أبن يعمل مهندسا، محل ميلادي أنا ووجيه كان بالمنصورة التي عشنا بها لمدة خمس سنوات ونصف ثم بعد ذلك انتقلنا جميعا الي محافظة سوهاج لظروف عمل الوالد لمدة ثلاث سنوات ودخل وجيه المدرسة بالمرحلة الابتدائية في سوهاج.
و أتذكر أنها كانت أيام جميلة جدا، وكنا في هذا الوقت مرتبطين بالكنيسة، وكان يشجعنا أبونا شنودة فكان رمزا للكاهن المثالي، فكان يأخذنا بسيارته الي الكنيسة، ويشملنا برعايته وزياراته لنا بالمنزل، وأتذكر ليلة أحد الشعانين كنا أنا وأخي والأسرة نسهر في الكنيسة سهرة روحية جميلة كان لها تأثيرا في نفسي حتي الأن.
وعندما دخل وجيه في أول يوم دراسي للمدرسة الابتدائي بسوهاج كان خائفا جدا من المدرسة، ولكن والدي أقنعه بأنه منذ الأن هو رجل يجب أن يتحمل المسئولية، وكما يذهب هو للعمل يجب أن يذهب الطفل وجيه للمدرسة، وكلام والدي أثر فيه كثيرا، و أتذكر أنه في أول يوم أخذ مصروفه وأشتري لي به فاكهة، وفي الحقيقة كان وجيه طفل قائد منذ الصغر فكنت أسمع كلامه وأمشي وراءه في كل شيء، وكنا نستمتع بطفولتنا. من الأشياء المؤثرة التي نتذكرها في الطفولة كل سنة كنا نذهب الي عائلة والدتي بمنطقة العزبة بالقرب من دير القديسة دميانة وكنا نصلي بالدير، ونلعب سويا بمنطقة الأرض الحمراء بجانب الدير.
ومن وقتها أرتبط وجيه أرتباطا كبيرا بالدير، وفي بداية دخول وجيه الي الصف الرابع الإبتدائي انتقلنا جميعا الي مدنية دمنهور بسبب عمل والدي، وهنا دخل وجيه مدرسة الأقباط الإبتدائية الكائنه بشارع عرابي الي هذا الوقت باسم مدرسة المحبة، وكانت ناظرة المدرسة مدام شفيقة شقيقة البابا كيرلس السادس، وأختها عزيزة مدرسة بنفس المدرسة، وكانت مدام شفيقة شخصية جادة تدير المدرسة بحزم شديدة وكانت تربطها بوالدتي صداقة قوية، وفي أيام ظهور العذراء في مصر كان أخوات البابا كيرلس يأخذون والدتي ويسهرون طوال الليل ليشاهدون العذراء ويذهبون الي البابا كيرلس لأخذ بركته.
هل صحيح أن البابا كيرلس السادس تنبى للطالب وجيه بشيء ؟
في أحد المرات ذهبت والدتي الي البابا كيرلس السادس ليصلي لوجيه، وهو في مرحلة الثانوية العامة، وقالت له صلي من أجل ابني يا سيدنا فقال لها لا تقلقي لأنه سوف يكون له شأنا عظيما في يوم من الأيام ..
كيف أثرت شخصية الوالد في حياة الطفل وجيه وما تأثير وفاه الوالد عليه في سن مبكر ؟
والدي كان شخصية مرتبه يجيد العلم ويعرف لغات أنجليزية وفرنسية، وكان يعلمنا منذ الصغر النظام وحب العلم والدراسة، وكان يتابع دائما كل شيء خاص بالدراسة لكل واحد فينا، وفي مرحلة امتحانات الشهادة الاعدادية و بالتحديد أول يوم للامتحان كان وجيه يقوم بالذهاب للكنيسة أولا كنيسة الملاك بدمنهور لحضور قداس من الساعة السادسة قبل الذهاب للامتحان .
وبالفعل خرج للكنيسة قبل ذهابه للامتحان وتوفي والدي في 3 يونيه 67 و أتذكر في هذا اليوم ذهبت أنا للكنيسة لأبلغ أبونا ميخائيل جرجس وأخفيت نفسي من وجيه حتي لا يرأني ويعرف خبر الوفاه ولم يعرف وقتها بخبر وفاة والدي فأخذه الدكتور نبيل باقي أستاذ بكلية الطب وكان صديق لوالدي بمنزله حتي يستكمل الامتحانات و أرسلنا له كل احتياجاته وفي منزل الدكتور نبيل كان يحضر يوما جريدة الأهرام وخوفا من أن يقرأ وجيه خبر الوفاة في نعي الأهرام كان يقص الدكتور نبيل الجزء الخاص بالنعي وسأله وجيه عن الجزء المقصوص من الجريدة فقال له سوف أحتفظ بأحد الاعلانات في الجريدة فقال له هو في اعلانات في صفحة الوفيات. وهنا شعر وجيه أن هناك شيئا نخفيه عليه، وعندما عرف كانت بمثابة صدمة كبيرة له وقامت الحرب 5 يونيه وتأجلت الامتحانات وكان ذلك من حسن حظه في هذه الظروف .
وما ذكرياتك عن مرحلة الشباب التي عاشها الطالب وجيه في كلية الصيدلة وهل كان مختلف عن زملائه ؟
كان يتميز بأنه شخص نشيط ويبتكر أشياء مختلفة يقوم بعمل وسائل ايضاح للخدمة، لم يكن من الأوائل لكنه كان شخص ذكيا يتهم بالأنشطة والقراءة كانت شيئا مهما في حياته وتخرج في مدرسة عمر مكرم الثانوية بدمنهور بمجموع 77%وقتها كان بهذا المجموع يستطيع دخول أي كلية لكنه فضل كلية الصيدلة، فكان يري في الصيدلية القربية من المنزل من يقومون بتحضير الأدوية وكانت تبهره هذه الحكاية .
وبالفعل دخل كلية الصيدلة جامعة الأسكندرية وتخرج فيها عام 1975م بتقدير جيد جدا مع مرتبه الشرفز وقد بدأ وجيه الخدمة بالكنيسة مبكرا من المرحلة الثانوية وكانت مكان خدمته كنيسة الملاك ميخائيل بدمنهور وفي عام 75 رسم الأستاذ زاهر عزيز أمين الخدمة بالكنيسة كاهنا بأسم رويس عزيز وهو الأن كاهن كنيسة الملاك بكفر الدوار .
بعدها أصبح وجيه هو أمين الخدمة بكنيسة الملاك بدمنهور ومن وقتها، والخدمة أخذت كل وقته ولم يكن يقلد بعض شباب جيله في المظهر وبعض تقليع قصات الشعر فكان يفضل في ملابسه ألوان بسيطه مثل الرصاصي والبيج واللبني الفاتح، غالبية الوقت يجلس علي المكتب يقرأ و يبتكر أشياء للخدمة من قش الأرز وغير ذلك في هذا الوقت لم تكن هناك بيوت خلوة للكنيسة فكان يعمل خلوة داخل الكنيسة يجمع الشباب بالكنيسة لمدة يومين أو ثلاثة ويقومون بتنظيف الكنيسة والنجف الموجود بالكنيسة ويقومون بتركيبه مره أخري. و كان الي جانب أهتمامه بالقراءة بمختلف مجالاتها الروحية والثقافية والتاريخية والعلمية كان يجب التصوير جدا وكان يحرص دائما علي وجود كاميرا خاصة به لالتقاط الصور و المناظر الجميلة التي تلفت نظره.
بعد التخرج من كلية الصيدلة كان متاح أمامه العديد من فرص العمل ولكنه رفض أن يفتح صيدلية حتي لا تأخذه من الخدمة وعمل لمدة عام بأحدي شركات الأدوية التي أدارها بنجاح شديد بشهادة الجميع، وكان يتردد علي دير الأنبا بيشوي لقضاء خلوات روحية هناك وفي عام 86 بالتحديد في شهر أغسطس قرر الذهاب الي الدير ولكن في خلوة، ولم يعرف أحد أنه يرغب في الرهبنة، فلم يقال لأحد غيري، وهنا تأثرت جدا والدتي عندما عرفت بخبر الرهبنه لأنه لم يقول لها ولكن العائلة كلها من البداية كانت متوقعة له أنه في يوم من الأيام سوف يذهب الي الدير، وعندما أصبح راهبا كان يفتح قلبه لكل الناس ويقبل الجميع بمحبة وبشاشة .
هل كنتي تتوقعي أن الدكتور وجيه سوف يصبح راهبا ثم أسقفا ثم بابا للأقباط جميعا ويجلس علي كرسي مارمرقس؟
عندما أصبح الأنبا تواضروس أسقف تذكرنا جميعا مقولة البابا كيرلس السادس لوالدتي بأنه سوف يكون له شأنا عظيما في يوم من الأيام، ولكن عندما جاءت القرعة الهيكلية بفوزه كانت مفاجئه لنا جميعا، وكنت وقتها بالمستشفي مع والدتي بكيت كثيرا فأن سعيدة باختيارمشيئة الله له، وفي نفس الوقت أشفق عليه فكل نفس بالكنيسة مطلوبه منه أمام الله فهي مسئولية كبيرة، وقد استقلبت والدتي الخبر بصمت وأخذت تبتسم وتقول ربنا يعينه فهي أيضا تشفق عليه، وهذا أحساس الأم أنها تشعر أنها من الأن لم تعد تراه ألا قليل فهو له الكثير من المواقف الإنسانية معنا جميعا ، فهو دائم السؤال علي الجميع ويتذكر الجميع في كافة المناسبات فهو يحرص علي الاهتمام بالعائلة والعلاقات الأسرية الطيبة .
رسالة ترسليها من خلال وطني نت الي قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني ؟
أطلب منه أن يحافظ علي سلام الكنيسة و يهتم بالتربية و النشىء وإعداد الأباء و الأمهات بأن يكونوا صالحين و أن يفتح مجالات كمصدر رزق للمحتاجين للعيش منها حياة كريمة وأن يتحول هؤلاء المحتاجين بالكنيسة الي أشخاص منتجين. وأطالب أن يحفظه الرب من أي أشخاص غير أمناء يحاولون الاقتراب منه وأن يعطيه الرب حكمة كما أعطي سليمان النبي.
إ س
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع