بيسالونا
:
لقد
ذكر المسيح في العديد من الايات القرآنية ولكن السورة الوحيدة التي اهتمت بمميزات
و خصال هذا الرجل هي
سورة مريم
و قد جاء في هذه السورة ان المسيح هو كلمة من الله و روح منه عز وجل وهذا لا يعني
بالمطلق ان المسيح هو ابن لله لان ذالك لا يليق بمكانته تعالى لكن مع ذالك فان
الله على كل شيء قدير فهو قادر ان يتخد لنفسه ولدا و في حالة ما اذا افترضنا ان
المسيح فعلا ابن الله فهل هذا يكفي ’ ان نجعل من المسيح الها ’..؟ من
خلال قراءتنا المعمقة للاناجيل الاربعة و جدنا ان المسيح كان يطلق على نفسه صفة
ابن الانسان خاصة في انجيل مرقس ولم
يسعتمل قط كلمة ابن الله الا في حالات قليلة و مع ذالك لا يمكن الجزم بان المقصود
من الابن : انه ابن لله عز وجل وبذالك فان المسيح قد تكون له صفات الوهية وهذا
ما لم يتحقق و ان تحقق و اعتبرنا المسيح هو ابن لله و بذالك فهو اله فاننا سنقع في
اشكال و تناقض اذ سنجد انفسنا نعبد و نؤمن بالالاهين اثنين هما الاب و الابن اما
اذا أضفنا الروح القدس فاننا سنعبد ثلاتة آلهة و هذا شرك عظيم و بذالك نزيل
المسيحية كديانة من لائحة الاديان الموحدة لله عز وجل متل اليهودية و الاسلام و
لكن البعض قد يرى ان الثالوت المقدس يتكون من تلاتة أقانيم متساوية و بدورنا
نتسائل عن طبيعة هاته الاقانيم .,؟؟؟؟
هل
هي آلهة ام شيء أخر؟؟؟
في
حالة ما اذا اعتبرنا هذه الاقانيم الاب الابن الروح القدس آلهة متساوية في الوضائف
فما هي الاولى بالعبادة
هل
هو الاب ؟ و
هل هو الابن ؟ و
هل هو الروح القدس ؟
قد
يقول البعض ان هذه الاقانيم تشكل لنا مجتمعة الاها و احدا
سيما
ان المسيحيين يرددون في صلواتهم الاب و الابن و الروح القدس الاه واحد فهل
ستتحقق ربوبية الاب عندما نحدف الابن من هاته القاعدة و
هل ستتحقق الربوبية للابن عندما نحدف الاب و الروح القدس
قد
يذهب البعض في شرحه الى ان المسيح هو الله نفسه لانه عز و جل تجسد في المسيح و نحن
لا نعارض هذه الفكرة ما دام الله على كل شيء قدير و ما دام الله قد تجسد سابقا في
بعض مخلوقاته متلا عندما تجسد في الشجرة المحترقة عندما تكلم لموسى و عندما تجسد
كذالك في الجبل و السحاب و غيرها فلا نجد مانع ان يتجسد كذالك في الانسان ما دام
الانسان خير هذه المخلوقات فالله قد يتجسد في جسد بشري لكي يبلغ بنفسه الرسالة ما
دام ان معظم هذه الرسائل قد فشل اصحابها في هداية الناس و الانجيل نفسه يعارض هذه
الفكرة : اي فكرة تجسد الله في المسيح حيث ان المسيح عندما كان على الصليب قال
بالعبارة الصريحة : اليا ...اليا لما شبقتني ؟ و ترجمة هذه العبارة باللغة العربية
هي : الهي ,... الهي لماذا تركتني ؟ فهل
يعقل ان يستنجد اله بالالاه اخر ؟
و
هذا لا يبرر ان نعتبر المسيح الها و اذا اتخدناه كألاه لماذا لم نتخد من الشجرة و
الجبل و السحاب آلهة او ابناء الله اليس
الله الذي تجسد في المسيح اسمى من جسد المسيح واذا
اعتبرنا المسيح فعلا هو الله لماذا نشرك معه الابن و الروح القدس اليس
مصدر هادين الطرفين من الله و الله بذالك هو بذالك يستحق العبادة اكتر من غيرهم و
من هو الاجدر بالعبادة في نظركم الشيء هل هو المحتوي :الله ام الحاوي : جسد المسيح
؟
والرد
كما يلي
من
خلال قراءتنا المعمقة للاناجيل الاربعة و جدنا ان المسيح كان يطلق على نفسه صفة
ابن الانسان خاصة في انجيل مرقس
ماهو
المعني بأن المسيح أبن الأنسان؟
الجواب:
يشار
الي يسوع المسيح ب"أبن الأنسان" 88 مرة في العهد الجديد. ما هو المعني
بذلك؟ خاصة وأن الآيات الكتابية أيضاً تشير الي المسيح بأنه ابن الله؟ فكيف يمكن
للمسيح أن يكون أبن الأنسان أيضاً؟ والمعني الأول لتعبير "ابن الأنسان"،
هو اشارة لما هو موجود في سفر دانيال 13:7-14 "كنت أري في رؤي الليل واذا مع
سحب السماء مثل ابن انسان أتي وجاء الي القديم الأيام، فقربوا قدامه. فأعطي
سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي
ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض". فوصف "ابن الأنسان" هوتعبير
يهودي. فيسوع المسيح هو الأبن الذي أعطي سلطان ومجد ومملكة. فعندما أستخدم المسيح
ذلك التعبير ليشير الي نفسه فأنه كان يؤكد أن هذ النبؤة "ابن الأنسان" كانت
تعنيه. ونجد أن اليهود الذين كانوا يعيشوا في ذلك العصر كانوا يعرفون هذا التعبير
ولمن يشير. فأنه كان يعلن لهم بأنه المسيا المنتظر.
فتعبير
"ابن الأنسان" يشير الي أن المسيح هو المسيا المنتظر، الله المتجسد في
صورة انسان. ونجد
أيضا السيد
المسيح إستخدم لقب ابن الإنسان Son of Man.
ولكن كان يقول أيضاً إنه ابن الله...
قال
هذا عن نفسه فى حديثه مع المولود أعمى، فآمن به وسجد له (إنجيل يوحنا 9: 35- 38). وكان
يلقب نفسه أحياناً [الابن] بأسلوب يدل على لاهوته كقوله "لكى يكرم الجميع
الإبن، كما يكرمون الآب" (يو5: 21- 23). وقوله
أيضاً "ليس أحد يعرف من هو الإبن إلا الآب.
ولا
من هو الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له" (لو10: 22).
وقوله
أيضاً عن نفسه "إن حرركم الابن فبالحقيقة أنتم أحرار" (يو8: 36). وقد
قبل المسيح أن يدُعى ابن الله، وجعل هذا أساساً للإيمان وطوّب بطرس على هذا
الإعتراف. قبل
هذا الإعتراف من نثنائيل (يو1: 49)، ومن مرثا (يو11: 27)، ومن
الذين رأوه "ماشياً على الماء"أنجيل متى 14: 33).
.
وطوّب بطرس لما قال له "أنت هو المسيح ابن الله". وقال "طوباك يا
سمعان بن يونا. إن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبى الذى فى السموات" (مت16: 16،
17). وفى
الإنجيل شهادات كثيرة عن أن المسيح ابن الله. إنجيل
مرقس يبدأ بعبارة "بدء إنجيل يسوع المسيح إبن الله" (مرقس 1: 1). وكانت
هذه هى بشارة الملاك للعذراء بقوله "فلذلك القدوس المولود منك يُدعى إبن الله"
(لو1: 35). بل
هذه كانت شهادة الآب وقت العماد (مت3: 17)، وعلى جبل التجلى (مر9: 7)، (رسالة بطرس
الثانية 1: 17، 18). وقول
الآب فى قصة الكرامين الأردياء "أرسل إبنى الحبيب" (لو20: 13). وقوله
أيضاً "من مصر دعوت إبنى" (متى 2: 15). وكانت
هذه هى كرازة بولس الرسول (سفر الأعمال 9: 20)، ويوحنا الرسول (رسالة يوحنا الأولى
4: 15)، وباقى الرسل. إذن
لم يقتصر الأمر على لقب ابن الإنسان.
بل
إنه دُعى ابن الله، والابن، والابن الوحيد.
هل
المسيح نبي ام اله ° مع التعليل المسيح
هو الله
البرهان إن
السيد المسيح هو الشخص الفريد بين البشر من حيث قداسته وتواضعه وكمال سيرته
وأخلاقه ومحبته... ومن هو المنـزه عن الخطأ غير الله سبحانه وتعالى؟.. وإليك ما
قاله السيد المسيح عن نفسه متحدياً الناس في (الإنجيل بحسب يوحنا 8: 46) "من
منكم يبكتني على خطية؟" وفي آية أخرى في الإصحاح الثامن نفسه (8: 23) يقول:
"أنتم من هذا العالم أما أنا فلست من هذا العالم". ثم ما قاله الأعداء
أنفسهم عنه علناً كما ورد عن الحاكم الروماني بيلاطس حينما قال أثناء محاكمة
المسيح "أنا لست أجد فيه علة واحدة" (الإنجيل بحسب يوحنا 18: 38) وكذلك
ما قاله يهوذا الإسخريوطي أحد تلاميذ المسيح بعد أن خدعه وباعه بثلاثين قطعة من
الفضة وأسلمه لليهود حتى قتلوه وقد ورد هذا في (الإنجيل بحسب متى 27: 4) "قد
أخطأت إذ سلمت دما بريئاً …" وما قاله تلاميذه المرسلون ومنهم بطرس في رسالته
الأولى (2: 22) "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر". وما قاله
تلميذه يوحنا في رسالته الأولى 2: 1و29 "يسوع المسيح البار". وكذلك قال
الرسول بولس في رسالته إلى العبرانيين (7: 26) "قدوس بلا شر ولا دنس، وصار
أعلى من السموات". وما ذكر في (الإنجيل بحسب لوقا 4: 41) عن الشيطان – مصدر
الشر – "وكانت الشياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن
الله". وقد قال الروح النجس الشرير الموجود في إنسان "أنا أعرف من أنت
قدوس الله" (الإنجيل بحسب مرقس 1: 24).
والخلاصة:
بما أن جميع البشر خطاة، والرسل والأنبياء جميعا أخطأوا وإن الله وحده هو المعصوم
عن السقوط والخطيئة والمنـزه عن الإثم، والمسيح هو الذي لم يخطئ أبداً، لذا فإننا
نقول: أن المسيح هو ذات الله نفسه في شكل إنسان.
هذه
العبارة Eli, Eli Lama Sabachthani (إيلي إيلي
لما شبقتني؟) لا تعني أن لاهوته قد ترك ناسوته، ولا أن الآب قد ترك الإبن.. لا
تعني الإنفصال، وإنما تعني أن الآب تركه للعذاب. إن
لاهوته لم يترك ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين... بهذا نؤمن، وبهذا نصلي في
القداس الإلهي.. ولو كان لاهوته قد إنفصل عنه، ما إعتُبِرَت كفارته غير محدودة،
تعطي فداءً غير
محدود،
يكفي لغفران جميع لخطايا لجميعالبشر في جميع الأجيال.. إذن فلم يحدث ترك بين
لاهوته وناسوته
.
ومن
جهة علاقته بالآب، فلم يتركه الآب "لأنه في الآب والآب فيه" (إنجيل
يوحنا 11:14). إذن،
ما معنى عبارة :"لماذا تركتنى"؟ ليس
معناها الإنفصال، وإنما معناها: ترتكتني للعذاب. تركتني أتحمل الغضب الإلهي على
الخطية. هذا من جهة النفس. أما من جهة الجسد، فقد تركتني أحِس العذاب وأشعر به. كان
ممكناً ألا يشعر بألم، بقوة اللاهوت.. ولو حدث ذلك لكانتعملية الصلب صورية ولم تتم
الآلام فعلاً، وبالتالي لم يدفع ثمن الخطية، ولم يتم علمية الفداء..
ولكن
الآب ترك الإبن يتألم، والإبن قَبِلَ هذا التَّرْك وتعذب به. وهو من اجل هذا جاء..
كان تارِكاً بإتفاق.. من أجل محبته للبشر، ومن أجل وفاء العدل.. تركه يتألم ويبذل،
ويدفع، دون أن ينفصل عنه.. لم
يكن تركاً أقنومياً، بل تركاً تدبيرياً.. تركه بحب، "سُرَّ أن يسحقه بالحزن"
(سفر أشعياء 10:53).
*
مثال لتقريب المعنى:
لنفرض
أن طفلاً اصطحبه أبوه لإجراء عملية جراحية له، كفتح دمل مثلاً أو خرّاج. وأمسكه
أبوه بيديه، وبدأ الطبيب يعمل عمله، والطفل يصرخ مستغيثاً بأبيه "ليه سيبتني؟!".
وهو في الواقع لم يتركه، بل هو ممسك به بشدة، ولكنه قد تركه للألم، وتركه في حب.. هذا
النوع من الترك، مع عدم الإنفصال.. نقوله لمجرد تقريب المعنى، والقياس مع الفارق.. إن
عبارة "تركتني" تعني أن آلام الصلب، كانت آلاماً حقيقية. وآلام الغضب
الإلهي كانت مُبرِحة.. في هذا الترك تركَّزَت كل آلام الصليب. وكل آلام الفداء.. هنا
يقف المسيح كذبيحة محرقة، وكذبيحة إثم تشتعل فيه النار الإلهية حتى تتحول الذبيحة
إلى رماد، وتوفي عدل الله كاملاً.. ونرى
أيضا أن
الرب
بقوله "الهي الهي لماذا تركتنى" إنما كان يُذَكِّر اليهود بالمزمور
الثاني والعشرون الذي يبدأ بهذه العبارة. كانوا "يضلون إذ لا يعرفون الكتب"
(متى 29:22)، بينما كانت هذه الكتب "هي التي تشهد لي" (إنجيل يوحنا 39:5)،
فأحالهم السيد المسيح إلى هذا المزمور بالذات. وكانوا لا يعرفون المزامير بأرقامها
الحالية، وإنما كانوا يسمون المزمور بأول عبارة فيه
وماذا
في هذا المزمور عنه؟
فيه
"ثقبوا يدي وقدمي، وأحصوا كل عظامي.. وهم ينظرون ويتفرَّسون فيَّ. يقسمون
ثيابي بينهم، وعلى قميصي يقترعون" (ع18،17). وواضح أن داود النبي الذي قال
هذا المزمور، لم يثقب أحد يديه ولا قدميه، ولم يقسم أحد ثيابه، ولم يقترعوا على
قميصه.. وإنما هذا المزمور، قد قيل بروح النبوة عن المسيح..
وكأن
المسيح على الصليب يقول لهم: إذهبوا وإقرأوا مزمور "إلهى إلهى لماذا ترتكتي؟!"
وإنظروا ما قيل عني.. تروا أنه قيل فيه عني أيضاً:
"عارٌ
عند البشر، ومحتقر الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون
الرأس قائلين: إتكَل على الرب فليُنَجه، ليُنْقِذَهُ لأنه سُرَّ به!" (ع6-8). إن
فحصنا كل المزمور.. إنه صورة واضحة لآلام المسيح على الصليب، وجَّههُم إليه، وفتح
أذهانهم ليفهموا الكتب (انجيل لوقا 45:24).
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع