مسيح - الرب يسوع المسيح
ولا يمكن ليبحث موجز أن يلم بحياة الرب يسوع وتعليمه ،
ولكننا سنلمس بعض الجوانب والأحداث البارزة .
وكلمة المسيح معناها الممسوح من الله
( انظر مز 2: 6 ، 45: 7 ، عب 1: 9).
أولاً - المصادر:
( أ ) المصادر غير المسيحية:
لم تصل إلينا إلا إشارات قليلة في الكتابات غير المسيحية
من القرن الأول المسيحي ، عن الرب يسوع المسيح .
فالإشارة المباشرة الوحيدة في كتابات المؤرخين الرومان ،
هي التي جاءت في كتابات تاسيتوس(Tacitus) عن صلب
يسوع على يد بيلاطس البنطي في عهد طيباريوس قيصر .
ولا يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس إلا القليل عن الرب يسوع ،
بل ويرى الكثيرون أن ما جاء في تاريخه بهذا الخصوص ،
ليس إلا إضافة من كاتب مسيحي ،
وأن يوسيفوس اكتفى بالإشارة إليه كصانع معجزات
ومعلِّم اجتذب عدداً كبيراً من الأتباع ، وصلب على يد بيلاطس .
وهناك من يجادل في صحة كتابة يوسيفوس لذلك .
و يوجد عدد من الإشارات الغامضة في التلمود اليهودي ،
ولكنها لا تضيف أي معلومات تاريخية ،
فلا تذكر أنه قد صُلب في ليلة الفصح بعد محاكمته كساحر
ضلل شعب إسرائيل . فالمصادر غير المسيحية تؤكد
حقيقة وجود المسيح تاريخياً وصلبه ،
والتاريخ التقريبي لذلك ،
فقد تولى بيلاطس حكم اليهودية من 26-36م.
( ب ) المصادر المسيحية:
1- بالإضافة إلى العهد الجديد ،
هناك العديد من القصص عن حياة المسيح وتعليمه
في الكتابات المسيحية المبكرة
( أنظر أبو كريفا العهد الجديد ) .
ومن الواضح أن بعض هذه الكتابات أسطورية ،
كانت تهدف إلى ملء الفجوات الموجودة في القصة
في الأناجيل القانونية الأربعة ،
أو للإضافة إلى ما بها من المعجزات .
كما أن من الواضح أيضاً أن بعضها كُتب لتأييد الأفكار الغنوسية
وغيرها من الآراء الهرطوقية.
وتجد بعض كتابات ( ترجع إلى بكور القرن الثاني ) ،
تعتمد فيما بها من معلومات تاريخية على ما جاء في
الأناجيل القانونية الأربعة ، وذلك باستثناء إنجيل توما
الذي يحظى ببعض الاهتمام باعتبار أنه يشتمل علي
بعض التقاليد الصحيحة ، رغم أن الكثير من أقوال ،
مصطبغ بالصبغة الغنوسية ،
وبه بعض الأقوال المذكورة في الأناجيل القانونية الأربعة.
2- وهكذا نجد أن المرجع الرئيسي والأكيد لحياة المسيح
وتعليمه هو الأناجيل القانونية الأربعة ،
ولا تضيف باقي أسفار العهد الجديد سوى بعض الأقوال
القليلة ( ارجع مثلاً إلى أع 20: 53 ، 1كو 11: 23-25).
وهناك من يجادل في أصالة الأناجيل كمراجع تاريخية ،
الغرض الأساسي منها أكثر من مجرد سرد الحقائق،
ولكن ليس ثمة ما يدعو للشك في دقتها التاريخية .
فمتى دُرست الأناجيل في ضوء كتابات تلك الفترة ،
وبخاصة الكتابات اليهودية ،فيتضح لنا أنه رغم ما نراه من
الحرية في اختيار الكلمات والأقوال والقصص ،
حتى ليسهل علينا إدراك فكر وهدف كل كاتب من
أسلوب تقديمه لمادته ، فإنهم راعوا أن ينقلوا بكل
دقة أقوال وأفعال الرب يسوع
( أنظر إنجيل ، لمعرفة الفكر الرئيسي في كل إنجيل على حدة ).
ثانياً - الزمان والمكان:
لمتابعة الجزء الثاني اضغط هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع