ولا يمكن ليبحث موجز أن يلم بحياة الرب يسوع وتعليمه ،
ولكننا سنلمس بعض الجوانب والأحداث البارزة .
وكلمة المسيح معناها الممسوح من الله
( انظر مز 2: 6 ، 45: 7 ، عب 1: 9).
للرجوع للجزء الاول اضغط ع الصورة
ثانياً - الزمان والمكان:
( أ ) الزمان:
ولد الرب يسوع قبيل موت الملك هيرودس
ال
كبير في 4 ق.م. ( مت 2: 1و13-15) ،
ولا يمكن تحديد التاريخ بدقة أكبر . وبدأت
خدمته العامة
عندما كان له نحو ثلاثين سنة ( لو 3: 23) ،
وكان ذلك بعد فترة من بدء
يوحنا المعمدان لخدمته
التي بدأت على الأرجح في 28م ( لو 3: 1-6).
كما أنه ليس من السهل تحديد مدة خدمته ،
وإن كانت تقدر
على وجه التقريب بثلاث سنوات
( بناء على ما جاء في إنجيل مرقس عن وقت الربيع مرتين
،
وقت ظهور سنابل القمح ( مرقس 2: 23) ،
والعشب الأخضر ( مرقس 6: 39) ،
وثلاثة
أعياد للفصح ( يو 2: 13 ، 6: 4 ، 12: 1 ) ،
مما يدعو إلى اعتبار أن الصلب حدث في
33م .
وإذا كان يُفهم من الأناجيل أن الفصح في تلك السنة
( نيسان 14/15 ) وقع في
يوم الجمعة ،
وهو ما تؤيده الحسابات الفلكية عن سنة 33م ،
ومع ذلك فإنه من العسير
تحديد التواريخ بصورة
قاطعة ( أنظر أزمنة العهد الجديد ).
( ب ) المكان:
إن معظم أحداث خدمة الرب يسوع العامة جرت
في فلسطين ،
فيما عدا الرحلات خارجها ، فقد ذهب إلى فينيقية ( صور و صيداء ) ،
وإلى المدن العشر ( مر 7: 24و31 ) ، وإلى قيصرية فيلبس على
سفوح جبل حرمون ( مر 8:
27) . وكان أول ظهوره ،
عندما جاء يوحنا المعمدان عند نهر الأردن ويسجل لنا
إنجيل
يوحنا المعمدان بعضاً من خدمته في تلك المنطقة ،
وفي اليهودية ( يو 1: 28-42 ، 2:
13-4: 3 ) ،
وكان ذلك قبل إلقاء يوحنا المعمدان في السجن
( يو 3: 24- 4: 1-3) .
وبعد ذلك بدأت خدمته في
الجليل ( مر 1: 14) . وظل الجليل هو المنطقة
الرئيسية
لخدمته ، قطعها بعض الزيارات لأورشليم ،
بالأرتباط بالأعياد كما يسجلها لنا يوحنا
، حتى رحلته
الأخيرة إليها في عيد الفصح .
( ج ) الموقف التاريخي:
(1) خضعت فلسطين للحكم الروماني
من قبل مولد السيد
المسيح بنحو ستين سنة ، وكان حكماً غير مباشر ،
بواسطة حكام
وطنيين ، كان أشهرهم الملك هيرودس الكبير .
وبعده انقسمت مملكته بين أبنائه ،
فكان
هيرودس أنتيباس والياً على الجليل وبيريه ،
طوال مدة خدمة الرب يسوع المسيح ،
فهو
هيرودس الذي نتقابل معه على صفحات الأناجيل
بعد موت هيرودس الكبير الذي وُلد
المسيح في عهده .
وحكم أرخيلاوس اليهودية والسامرة ( مت 2: 22) ،
ولكنه خُلع بعد
عشر سنوات لسوء إدارته ،
فعينت روما ولاة رومانيين يتبعون والي سورية ،
فكان حاكم
اليهودية ، في أثناء الجزء الأخير من خدمة
الرب يسوع ، هو بيلاطس البنطي .
ولم يكن الحكم الروماني محبوباً عند الشعب ،
وكان أكثر
ما يزعج الشعب هو نظام الضرائب ،
التي كانت توكل جبايتها للعشارين الذين كانوا
يتقاضون
عمولات باهظة من الشعب ، فأصبح الشعب يخشاهم
ويبغضهم ، لأنهم كانوا يبتزون
الشعب ، علاوة على أنهم
يخدمون حكومة الاحتلال ، وكانت تلك هي جريمتهم الكبرى ،
إذ
كان الشعب يعتبر هذه الخدمة خيانة وخروجاً
على الولاء القومي باعتبارهم شعب الله .
( 2 ) ويمكننا أن نرى ردود الأفعال اليهودية المختلفة
في
مواقف الأحزاب التي ظهرت بين اليهود في ذلك الوقت ، وهم:
· الصدوقيون :
وكانت لهم - مع شيوخ الشعب - القيادة تحت
الحكم الروماني .
وكان كل همهم هو الحفاظ على طقوس العبادة في الهيكل ،
وليس
الانشغال بالمقاومة الأيدلوجية للحكم الروماني .
· الفريسيون :
الذين كانوا رغم استعدادهم لتأييد الحركات
الثورية في بعض
الحالات ، فإنهم شغلوا أنفسهم بالشريعة وتطبيقاتها
على جميع جوانب
الحياة اليومية.
· الأسينيون المتطرفون :
الذين انسحبوا من الحياة
السياسية والاجتماعية لينقطعوا
لحياة الرهبنة اليهودية في وادي قمران ( أنظر
الأسينين و
مخطوطات البحر الميت ) .
· وكانت هناك جماعة أخرى لها نشاطها السياسي ،
هم جماعة
الغيوريين الذين برزوا بخاصة بعد فشل ثورة
يهوذا الجليلي التي أثارها التعداد الذي
حدث في 6م .
وقد أدى تمردهم إلى القضاء على أورشليم والهيكل
في الحرب اليهودية ما
بين 66-70م .
( 2 )الجليل:
وكان موطن الرب يسوع ، وفي معزل - إلى حد
ما - عن
اليهودية الموطن الرئيسي لليهود ، وكانت غالبية سكان
الجليل من المم ، حتى
سمي جليل الأمم ( إش 9: 1 ، مت 4: 15) ،
وكان يفصله عن اليهودية منطقة معادية ، هي
السامرة .
وكان يهود اليهودية يحتقرون اليهود - الجليليين لاختلاطهم
بالأمم
الوثنيين ، وكانت اللهجة الجليلية تكشف الجليلي
في المجتمع الإسرائيلي . ولعل ذلك
كلن أحد الأسباب
التي جعلت السلطات الرومانية تنتظر إلى المسيح
نظرة الريبة
باعتباره جليلياً ثورياً .
( 3 )اللغات في فلسطين في القرن الأول الميلادي:
يبدو من
الجلي أنه كانت هناك ثلاث لغات منتشرة في
فلسطين في ذلك العصر ، هي الآرامية
والعبرية واليونانية.
والأرجح أن الرب يسوع كان يستخدم اللغة الآرامية في أحاديثه
،
ولكن باعتباره جليلياً ، لابد أنه كان يعرف اليونانية ،
و العبرية أيضاً التي
كان يتحدث بها مع السلطات
الدينية في أورشليم.
ثالثاً - مولده وصباه:
نستكمل باقي السلسلة غدا باذن المسيح صلوا لاجلنا وتابعونا
للرجوع للجزء الاول اضغط علي الصورة اعلاه او اضغط هنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع