Subscribe:

ads1

11

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

رسالة من أحد ساكني الجحيم


أحد ساكني الجحيم




+ من أعماق الجحيم أكتب إليكم ، من أعماق الظلمة ، من أعماق الشقاء واليأس .

المكان موحش ، مرعب ، هائل، ليس له نظير* في أرضكم ، لقد بئست الجحيم لي مستقراً ، لقد اكتنفني ليل أبدي لا أعرف له صبحاً.

في ذلك الظلام الدامس أريد أن أغمض جفني لعلي أنام ، ولكن لكيف أنام هنا ، مسكين وبائس أنا ، لقد جئت إلى هذا المكان لأكون فيه إلى الأبد.

كنت في عالمكم أسرح وأمرح غير مبال بهذا المصير ، يا له من مصير رهيب.

لقد أغمضت عيني في لحظة عن عالمكم وفتحتها هنا في هذا الجحيم وقد غاب العالم عن أنظاري ، لأرى أرواح الشر ورسل الظلام ترقص من حولي ، ورأيت الشيطان وفد صوب نحوي عينيه الناريتين ، وبسط على جناحيه الأسودين ، فقبض على روحي وزج بها إلى أعماق أعماق هذا الجحيم .

فصرخت فدوت صرختي أركان الجحيم ، أنني فريسة تتحرك في أحشاء الجحيم ، لقد وقعت بين مخالبه القاسية الملتهبة* ولا أستطيع النجاة. لا أستطيع أن أصف لكم ما يجول بخاطري ، وأنا أغوص تارة* وأطفو تارة أخرى في أعماق بحيرة النار ،تتضارب في صدري عوامل عدة هي مزيج من الحزن و الألم والحسرة والندم !

من حولي نار تستعر ، وفي قلبي براكين تثور ، آه لقد أتيت هنا لأقضي بقية الأبدية التي لا تنتهي.

أما من حد لهذا اللهيب المتقد ؟ أما من موت يباع فأشتريه ؟

الموت قد* فارقنا ، وهو لدي أحب من كل حبيب ! اللهم حنانك ورحمتك ، ولكن أعلم أنه لا رحمة لي عندك الآن ، بعد أن رفضك وأهنتك في حياتي وفي زمن الرحمة .

ها أنا* أغوص تحت ثقل خطاياي* ، أغوص حيث لا أعرف قراراً ، آه يا له من حمل ثقيل ، لست أدري كيف طقت حمله وأنا على الأرض ، بل لست أدري كيف استطاعت الكرة الأرضية أن تحملني وتحمل ذنوبي !

بالأمس كنت لا أحس* واليوم أشعر ، بالأمس كنت أعمى واليوم أبصر ، بالأمس كنت أهذأ وأسخر واليوم أبكي دماً.

صراخ الضمير يعم أذني " ويلاً ! ويلاً ! ويلاً ! "

نم أيا ضميري قليلاً ، آه ولكنه لن ينام بعد ، لقد نام ما يكفيه في الأرض ، و ها هو الآن استيقظ يقظته الأبدية ليعذبني عذاباً أبدياً .

ضميري* يصرخ صرخته " أنك مجرم قاتل ، يداك تشهدان عليك ، لقد أغرقت صوتي على الأرض في لذاتك وطربك ، وقد كان صوت النصح والإرشاد ، وقد آن لك أن تسمع صوتي صوت انتقام وعقاب ، ويلاً ! ويلاً ! ويلاً !

أرى من حولي نفوساً من مختلف الأعمار والطبقات والأجناس ، أرى ملوكاً وأمراء وأشرافاً ، أرى نفوساً لم تألف غير المديح والثناء ، وهى الآن لا تسمع غير اللعنات القاسيات ، أرى كليوباترة التى زعمت أنها ستكون سيدة العالم الأبدي ، ولكنها لا تفرق عني شيئا .

أرى نفوساً ممن لبسوا ثوب الرياء والنفاق ، وقد احترق هذا الثوب فظهر ما كانوا يبطنون .

أرى أساقفة وقسوساً وكهنة ومبشرين ممن تاجروا بكلمة الله ، وخدعوا الناس طويلاً ، وها هم يحصدون ثمر أعمالهم .

أرى أغنياء وقد استغنوا عن كل نفيس أراهم عراة حفاة ، لا يجدون نقطة ماء يبردون بها شفاهم ، أرى نفوساً ممن كانوا من ذوي الظرف واللطف ، نفوساً ممن كانوا من أهل اللهو والطرب وهي ترقص رقصة الطير المذبوح.

أرى ابنا يسب أباه ، وأخاً يلعن أخاه ، وأماً تسلم شرف ابنتها إلى أيدي التجار ، أرى صديق خائن ، وقريب شائن.

والآن أنن أغوص فلا أرى شيئاً , يا ساكني الأرض لا تأتوا إلى هذا العذاب .

إن الله يحبك، يحبك أنت،يحبك بالرغم من جرمك وخطيتك ، يحبك ويريد خلاصك ،فماذا أنت فاعل بهذا الحب ؟

الله يحبك ،وحبه لا ينتهي ،ليس غيره يستطيع أن ينقذك،وأنه ضحى بابنه الوحيد لكي ينقذك من هذا اللهيب الذي لا ينتهي.

آه لو كنت تعلم مقدار الحب الذي يضمره* لك قلب المسيح ، ذلك القلب الكبير المتسع ، الذي يهتم بك وبالعالم كله .

ربما لم تكن قد أدركت من قبل ، ولكنه حقيقة لا ريب فيها.

وإن كنت في شك وريب* تأمل جراحته على الصليب ، قف أمام الصليب ليعلن لك هذا الحب السرمدي ، وستبقي أثر المسامير أعظم أثر لأعظم حب لن ولم ترى البشرية مثيلاً له .

انظر إلي الصليب لترى إكليل الشوك ينغرس في جبينه فتسيل منه سيول الدم ، انظر إلى الحربة المطعونة في جنبه لتخترق إلى أعماق قلبه لينفجر منه الدم والماء ولتفتح لنا طريقاً للحياة الأبدية .

انظر يداه اللتان بها قد خلق الكون وما فيه ، يداه اللتان لم يبسطها إلا للبركة والرحمة تشقها مسامير الغدر والانتقام.

لقد شرب المسيح من أجلك كأس الألم من أجل خلاصك أنت .

حمل كل خطاياك على الصليب حتى لا تحمل أنت العقاب .

انه يريد أن يهبك سلامه وغفرانه ، يداه المبسوطتان على الصليب مستعدتان أن تباركك ببركات الخلاص العجيب .

فان شئت ورغبت اقبله الآن ولا ترفض كما رفضت أنا ، انه مات من أجلك ، انه* اشتراك حتى لا تأتي إلى هذا العذاب* سلم له حياتك لتحيا .

يا ساكني الأرض

لا تموتوا عطاشى وماء الحياة يتدفق من حولكم ، لا تعيشوا جوعي وخبز الحياة معكم ، لا تقضوا حياتك يتامى ورب الحياة بجواركم .

لماذا البؤس والشقاء ، لماذا الخصام والنزاع ورب السماء يريد أن يفعم قلوبكم بسعادة لا تنتهي.



+ فما هو موقفك* وموقفي من صديق نراه يرزح تحت حمل خطاياه ؟

+ما هي طرقنا ونهجنا مع أهلنا ،عائلتنا ، أحباءنا ،* أقرباءنا ،جيراننا ؟* هل أخذتنا مشاغل الحياة عنهم ، هل صرنا ممن لا يبالون ؟

+ ما هي رسالتنا لعالم جريح ؟* ما هي رؤيتنا للنفوس الضالة .

+ ماذا فعلت لترضى المسيح.

* * اتمنا اننا نحترس لان الرب قريب

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * +* * *

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تعليقكم علي الموضوع