Subscribe:

ads1

11

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

الرؤيا 1 - تفسير سفر الرؤيا


الرؤيا 1 - تفسير سفر الرؤيا



* تأملات في كتاب سفر رويا يوحنا الإنجيلي:
تفسير سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: مقدمة سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي | الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | تعليق على رسائل الكنائس السبع | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | تسلسل الأحداث في سفر الرؤيا | ملخص عام

نص سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: الرؤيا 1 | الرؤيا 2 | الرؤيا 3 | الرؤيا 4 | الرؤيا 5 | الرؤيا 6 | الرؤيا 7 | الرؤيا 8 | الرؤيا 9 | الرؤيا 10 | الرؤيا 11 | الرؤيا 12 | الرؤيا 13 | الرؤيا 14 | الرؤيا 15 | الرؤيا 16 | الرؤيا 17 | الرؤيا 18 | الرؤيا 19 | الرؤيا 20 | الرؤيا 21 | الرؤيا 22 | الرؤيا كامل

آية1 "اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا".

 إعلان REVELATION من REVEAL أى يكشف القناع أو شيء ينكشف للعيان أو يُباح به فيظهر ما كان خفيًا، فهو كشف الأسرار الإلهية للبشر. ويسمى أيضًا الجليان من جعل الشيء جلى أى واضح. وكلمة إعلان باليونانية هي أبو كاليبسيس أي رفع الغطاء ومنها جاءت في لغتنا العربية العامية ليلة أبوغالمسيس التي نطلقها على ليلة سبت النور إذ نقرأ فيها سفر الرؤيا كاملًا.

ويسمى سبت النور لأن المسيح أشرق بنوره على الجالسين في الظلمة وظلال الموت ونقلهم من الجحيم إلى الفردوس فهو نزل إلى الجحيم من قبل الصليب لينقل الذين رقدوا على رجاء، وكانوا قد أرضوا الرب بأعمالهم في العهد القديم ينقلهم من الجحيم إلى الفردوس (أش2:9) + (مت16:4) + (زك12،11:9) + (آف9،8:4) + (1بط19:3). وأثناء قراءة سفر الرؤيا تضاء سبعة قناديل رمزًا للسبعة الكنائس (التى وجه الرب لها رسائل عن طريق يوحنا في الإصحاحين 3،2 وهي كنائس في آسيا الصغرى والتي كان يوحنا يرعاها) وحيث ان رقم 7 هو رقم كامل فالمقصود أن السبعة قناديل هي رمز للكنيسة كلها التى صارت نورًا للعالم. ونحن نقرأ سفر الرؤيا ليلة سبت النور لأن المجد المعد للكنيسة قد إنكشف وصارت تنعم بالفردوس بعد صلب المسيح إذ فتح باب الفردوس للكنيسة والكنيسة تجعلنا نحلق مع المسيح في الفردوس الذى ذهب إليه في هذه الليلة والله يكشف عن أسراره لمن يحبهم، لذلك يكشفها ليوحنا الحبيب كما كشف لإبراهيم من قبل عن خراب ودمار سدوم وعمورة، ويعلن كذلك للكنيسة التي أحبها واحبته أسراره في هذه الرؤيا.

إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله = الرب يسوع هو الذي إقتبل هذا الإعلان كرأس للكنيسة. وإذ هو فكر الله الأزلى والحكمة الإلهية فهو يعرف كل شيء من ذاته. ولكن المقصود هنا أن الآب أعطى للابن أن يكشف للكنيسة عن هذه الأسرار ودائمًا الآب يريد والابن والروح القدس يحولان هذه الإرادة إلى فعل. فالآب يريد أن الجميع يخلصون والابن نفذ هذا بتجسده وصليبه والروح القدس يعمل في الكنيسة الآن ليثبتها في المسيح. وهنا الآب أراد أن يعلن للكنيسة هذه الأسرار بالابن (راجع تفسير الأصحاح الخامس من انجيل القديس يوحنا). والابن نفذ إرادة الآب واعلن هذه الاسرار، وما كان هذا ممكنًا لولا أن الكنيسة أصبحت مقبولة بسبب دم المسيح، وأن المسيح صار رأسًا لها. وصار يوحنا بل صارت الكنيسة كلها في المسيح، فنحن نعرف هذه الأسرار من خلال وجودنا وثباتنا في المسيح يسوع.

يسوع   = المخلص

المسيح = اى الممسوح والمفرز والمخصص ليفدى الكنيسة ويكون كاهنًا ونبيًا وملكًا عليها. والمسيح مُسِحَ بالروح القدس على هيئة حمامة (شيء كامل لأن الروح القدس حل على المسيح كاملًا). اما الأنبياء والملوك ورؤساء الكهنة في العهد القديم، وكل فرد مؤمن في الكنيسة الآن فهو يحصل بقدر ما يحتمل. لذلك حل الروح القدس على هيئة ألسنة نارية منقسمة على التلاميذ يوم الخمسين، أي ليس حلولًا كاملًا. وفي العهد القديم كانوا يمسحون بدهن المسحة ليتمكنوا من القيام بأعمالهم (كأنبياء وملوك ورؤساء كهنة فقط).

فحين يقول الله أعطى ليسوع المسيح فهذا بحسب ناسوته وكرأس للكنيسة لكي يعلنه لها، والمسيح أعطاه ليوحنا ليعطيه يوحنا للكنيسة التي هي جسد المسيح. عبيده = المسيح يقول لا أسميكم عبيدًا لكنى قد سميتكم أحباء (يو15:15) ولكننا نحن نتلذذ بأن نستعبد أنفسنا لله، فالعبودية لله تحرر، بل إن حتى إخوة المسيح بالجسد مثل يعقوب ويهوذا لم يسموا أنفسهم إخوة المسيح بل سموا انفسهم عبيدًا له (يع1:1) + (يه1) + (رو1:1) لقد صرنا أسرى محبة المسيح، تذوب إرادتنا في إرادته، ونطيعه حتى الموت.

مالابد أن يكون =

1.  مقاصد الله حتمية.

2.  الله يرى المستقبل حاضرًا أمامه كأنه الآن.

مرُسلًا بيد ملاكه = فالملائكة هم خدام الإعلانات منذ العهد القديم ولهم دور محورى في الإعلانات.

التدرج في الخدمة والإعلانات:- المسيح هو الله، ولكنه يتكلم عنه هنا كوسيط بين الله والناس، ليس الابن الازلى فقط بل الابن المتجسد الوسيط، الابن هو أقنوم المعرفة والحكمة وكل ما هو للآب هو للإبن. وقيل عن الابن أنه مخبأ فيه كل كنوز الحكمة. وقيل لا يعرف الآب إلا الابن، فهو أقنوم المعرفة في الثالوث القدوس، وفى 1 كو 24:1 قيل عنه أنه حكمة الله. وهو بهذا يعرف كل الأشياء فالمعرفة هي للآب والابن لكنها في سلطان الآب وحده، يعلنها حين يريد، ويعلنها عن طريق الابن للكنيسة كرأس للكنيسة. مثال:- الوزراء كلهم يعرفون الأسرار ولكن هناك وزير واحد له سلطة الإعلان، فالآب والابن يعرفان ولكن السلطان هو للآب. أو يمكن القول ان الآب يريد والابن ينفذ هذه الارادة. وتشبيه آخر نقول أن العقل أعطى أن يظهر الفكر للناس والمسيح حين أراد أن يظهر الفكر للناس (عن طريق يوحنا) أعطى الملاك والملاك أعطى ليوحنا ويوحنا أعلن للكنيسة. فالله يحب الترتيب. نقول هذا لمن يقولون لا داعى لأن يوجد كهنوت، فلنتصل بالله مباشرة ونرد على هذا، أولًا بالتدرج الذي رأيناه هنا وثانيًا بمعجزة الخمس خبزات حيث أعطى المسيح لتلاميذه، والتلاميذ أعطوا الجموع.

ونرى أن الملاك صار مرافقًا ليوحنا خلال هذه الرؤيا، وهذا يشير للمحبة والصداقة التي صارت بين الملائكة والبشر (أف10:1). ونلمس خلال السفر فرح الملائكة بالمجد المعد للبشر، وأن الملائكة صاروا ينذرون الأشرار، فهم يفرحون بخاطئ واحد يتوب. وكان الملاك يشرح ليوحنا ما يحتاج إليه من إيضاحات، فالملائكة أرواح خادمة (عب14:1).

أية 2 "الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما راه".

الذى شهد = فيوحنا كان شاهدًا ينقل ما رآه وسمعه من المسيح وفي بطمس.

أية 3 "طوبى للذي يقرا وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب".

ويحفظون =

1.  ينفذون وصايا السفر.

2.  يتجنبون ما حذر منه السفر.

3.  يتعلمون التسابيح التي في السفر وهي لغة السماء.

4.  يقرأونه كثيرًا ليحفظونه ويحفظون كلماته.

ولاحظ فالله لم يطوب من يفهم أسرار سفر الرؤيا، وتوقيت كل حدث بل طوب من يحفظ ما جاء بالسفر.

فالسفر مكتوب بأسلوب نبوى، والنبوات لا يمكن فهمها إلا حينما تتم ومثال ذلك:-

1.  من كان يستطيع ان يفهم ان العذراء تلد ابنًا (أش 14:7).

2.  من كان يستطيع أن يفهم أن هناك من يموت ويقوم بعد 3 أيام (هو 2،1:6).

3.  من كان يستطيع أن يفهم ان الله الأزلى سيولد في بيت لحم (مى 2:5).

إذًا المطلوب فهم السفر روحيًا وحفظ ما جاء فيه، أما النبوات الغامضة فلن نفهمها إلا في حينه، حين يريد الله أن يكشف القناع عن النبوة، وربما حينئذ نكتشف أمرًا يوجهه لنا الله لننفذه.

وهناك دراسات تحدد يوم المجىء الثاني، وهناك من حدده بانه في سنة كذا أو يوم كذا.... ولا نستطيع أن نعلق على هذا إلا بأن هؤلاء يلزمهم أن يتعلموا التواضع، فإن كان السيد المسيح يقول أن هذه الساعة لا يعلمها أحد ولا الملائكة ولا الابن إلا الآب (مر32:13) فمن هذا الذي يستطيع أن يحدد هذا اليوم. وبعد ما قلناه سابقًا فما معنى أن المسيح لا يعلم هذه الساعة؟

1.  هو لا يريد أن يعلنها، فحين يقول لا أعرف فالمعنى لا أريد أن أعلن كما قال عن بعض الأشرار لا أعرفكم (مت 23:7) بمعنى أنه يستنكر تصرفاتهم.

2.  الآب لا يريد أن يعلن، فهو لم يعط للابن أن يعلن.

فمن هذا الذي يستطيع أن يحدد الساعة التي لا يعلمها ابن الإنسان؟!

ولكن السيد المسيح أعطى لكنيسته هذه العلامات للاستعداد والسهر دائمًا (مر33:13) إسهروا وصلوا وأيضًا في (مر7:13) يقول لا ترتاعوا فإذا كان الله يعلم وقد أخبرنا بما سيحدث قبل 2000 سنة فهو إذًا ضابط الكل الذي كل شيء بيده، ويعرف كيف يحفظ أولاده وسط هذه الضيقات ولكن علينا نحن أولاده أن نصبر كما قال في (مر13:13) ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ونلخص ما سبق فالمسيح يكشف لنا كل هذا حتى:

1.  لا نرتاع،

2.  نستعد ونسهر،

3.  أن نصبر.

 فالله سبق وأخبرنا أنه سيكون هناك ضيقات ولكنه طلب الصبر في الضيقة والسهر والصلاة، ومن يصبر ولا يتذمر يفتح الله عينيه على المجد المعد لمن يصبر ويعطيه الله تعزيات تسنده في ضيقته فيزداد صبرًا واحتمالًا ومن ثم تنفتح عينيه بالأكثر ويزداد عزاؤه وهكذا.

طوبى للذى يقرأ وللذين يسمعون = يسمعون أي ينفذون ما يقرأون، ويصبروا على الضيقات التي تواجههم، هؤلاء يتعزون ويزداد إشتياقهم للسماء. الطوبى هي لكل من يخبىء كلام الله في قلبه ويحيا بحسبه.

النبوة = سفر الرؤيا هو السفر النبوى في العهد الجديد.

آية 4 "يوحنا إلى السبع الكنائس التي في اسيا نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي ياتي ومن السبعة الارواح التي امام عرشه".

إلى السبع الكنائس = ربما تشير للسبع كنائس التي خدمها يوحنا في آسيا الصغرى والتي سترد أسماءها في الإصحاحين 3،2. ولكن لأن رقم 7 هو رقم كامل، فالكلام إذن موجه إلى كل الكنائس أو كل الكنيسة في كل زمان ومكان. ولكن هنا في الرسائل كلام يصلح لهذه الكنائس التي عرفت يوحنا كرسول عاش بينهم ولكن هذا الكلام يصلح للكنيسة عبر العصور.

نعمة لكم وسلام = النعمة هي إرسال الروح القدس ليحل على البشر باستحقاقات دم المسيح، والنعمة هي أيضًا عمل الروح القدس في تجديدنا، وهو يعطى شفاء للنفس ويهبها سلام. لذلك فمن ثمار الروح القدس السلام (غل23،22:5) وفي آية 9 يقول يوحنا في تواضعه "أخوكم وشريككم" ولكنه كرسول له أن يعطيهم السلام ولكن الذي يمنح السلام هو الله. لذلك نفهم أن الكاهن حين يقول "إيرينى باسى" أي السلام لكم فهو يعطى السلام ليس من نفسه بل من الله. فالكهنة أناس أستؤمنوا على بركات الله ليوصلوها للناس فالكهنوت حامل بركة.

الكائن = الكائن الآن بذاته، غير معتمد على أحد في كيانه بينما كيان الإنسان معتمد على الله.

الذى كان = الأزلى، أنا كائن منذ الأزل أي لابداية لى.

الذى يأتي = الأبدي، الدائم للأبد، وسيأتي للدينونة وهذا شرح لكلمة يهوة.

ومن السبعة الأرواح = هناك رأيان أولهما أن السبعة الأرواح هم سبعة ملائكة للسبع الكنائس أو هم ميخائيل وغبريال وروفائيل وسوريال...

والرأي الثاني أن هذا وصف لعمل الروح القدس الكامل، فرقم 7 هو رقم كامل. فالروح القدس يعمل في السبع الأسرار وهو الذي يعطى الثمار والمواهب، هو يعمل كل شيء للكنيسة، يقود ويبكت ويعلم ويذكر ويخبرنا بكل ما هو للمسيح. هو يملأ الكنيسة ويملأ كل مؤمن على حدة ليثبت الكل في المسيح (هذا طبعًا لمن يريد ويجاهد) والرأي الثاني هو المرجح فاسم المسيح جاء بعد السبعة الأرواح ولا يعقل أن اسم المسيح يأتي بعد الملائكة في الترتيب.

التى أمام عرشه = فى (زك14:4) رأينا إبنا الزيت الواقفان عند سيد الأرض كلها، وكان هذا إشارة لاهتمام الله وإشتياقه لإرسال الابن والروح القدس للأرض لإعداد الكنيسة كعروس للمسيح ورجوعها للأحضان الأبوية. والآن وقد أرسل الابن لذلك نرى الروح القدس أمام العرش بمعنى ان الله الآن اهتمامه الأول بعمل الروح القدس في تجديد الخليقة لتصبح عروسًا للمسيح لتعود للأحضان الإلهية الأبوية. أمام عرشه أي أمام عينيه، أنظاره أي اهتمامه موجه لهذا العمل ولقد ذكر الروح القدس قبل المسيح لأن الكلام سيكمل بعد ذلك عن المسيح.

آية5 "و من يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات ورئيس ملوك الارض الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه".

الشاهد الأمين = هو الذي كان في حضن الآب وأتى ليخبرنا بكل شيء ويشهد للحق بأمانة (يو37:18) وكل من يطيع وصاياه يخلص فهو الحق وكل ما يقوله هو الحق. وهو شهد لنا بمحبة الآب ببذله نفسه على الصليب. البكرمن الأموات= هو بكرنا (1 كو23:15) فكما قام المسيح سنقوم، فنحن نستمد قيامتنا منه والأدق فيه.

رئيس ملوك الأرض = هو ملك الجميع، ومعطى كل ذى سلطان سلطانه (رو2،1:13) وهو ملك على دوميتيانوس فلماذا الخوف منه أو من غيره.

آية 6 "و جعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه له المجد والسلطان إلى ابد الابدين امين".

جعلنا ملوكًا = الله أعطانا طبيعة جديدة متحررة من حتميات الإنسان العتيق وعبوديته المرة، فصرنا ملوك ذواتنا بنعمة المسيح ولا يسيطر علينا الجسد الذي أماته الرب على الصليب.

(وبالمعمودية متنا معه والأدق فيه) ولا يسود علينا العالم الذي فضحه الرب وكشف زيفه ولا الشيطان الذي أسقطه الرب مثل البرق من السماء. فصرنا نسيطر على ذواتنا فلا تستعبدنا الخطية ولا يقتادنا الشيطان لنخالف إرادة الله ولا يستهوينا العالم فنحن نراه فانيًا. ونحن صرنا ملوكًا لأننا أولاد ملك الملوك، والمسيح يملك علينا كملك الملوك. ونحن كأولاد الله سندين العالم (1 كو2:6) ونحن نملك وعودًا بميراث سماوي في عرش المسيح سنمتلكه في الدهر الآتى. وكهنة = هناك كهنوت عام يشترك فيه كل المسيحيين، وبهذا المفهوم فكل المسيحيين كهنة. والكاهن يقدم ذبائح، فما هي الذبائح التي يقدمها المؤمنين.

1.  ذبيحة التسبيح (عب 15:13).

2.  ذبيحة فعل الخير (عب 16:13).

3.  ذبيحة الإنسحاق (مز 17:51).

4.  أجسادنا كذبيحة حية (رو 1:12).

5.  الصلاة (مز 2:141).

ولكن هناك كهنوت خاص يُسام فيه الأساقفة والكهنة لخدمة الأسرار وهناك من فهم هذه الآية خطأ وإعتبر أن كل مؤمن هو كاهن بالمفهوم الخاص والعام وهذا خطأ.. فكيف يفهمون قوله ملوكًا إذًا بالمفهوم الخاص والعام. فالكتاب يطلب الخضوع للملوك (رو1:13) + (1بط13:2).

هل نطبق الآية خطأ ونقول كلنا ملوك فلا نخضع للملوك والرؤساء، بلا شك فهذا الفهم متعارض مع الكتاب كما قلنا وما يثبت الكهنوت الخاص:

1.  (أش 21:66) فيها يتكلم عن إيمان الأمم ويقول "وأتخذ منهم أيضًا كهنة ولاويين قال الرب" ولم يقل يكون الكل كهنة.

2.  (أش 19:19) "يكون مذبح في مصر" والمذبح يخدمه كهنة.

3.  حديث بولس الرسول عن الأساقفة والكهنة والشمامسة (أع 3:13) + (2 تى6:1) + (1 تى14:4) + (1 تى22:5) + (تى5:1).

4.  نرى في (رو16:15) بولس مباشرًا لإنجيل الله ككاهن.

5.  سلطان الحل والربط ومسحة الزيت للمرض والمعمودية وحلول الروح القدس أعطى للرسل فقط وخلفاؤهم من رجال الكهنوت. والسيد المسيح أعطى هذا السلطان لتلاميذه عندما نفخ فيهم الروح القدس (يو23:20).

6.  ثم صار في الكنيسة بعد ذلك بوضع اليد والنفخة المقدسة من الأسقف للكاهن ومن الكاهن للمعمد وهكذا (مر13:16) + (مت19:28) + (مت19:16) + (مت18:18).

7.  قول بولس الرسول " لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن (أى هيكل اليهود) أن يأكلوا منه" (عب10:13).

8.  وهذا واضح من تاريخ الكنيسة لمدة 1500 سنة، ولم يعترض أحد إلا مع بداية الكنيسة البروتستانتية فكانت ثورتهم على الكهنوت كثورة قورح.

9.  قال الله لموسى " وانتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة " ( خر 19: 6) فهل سمح الله لكل شعب إسرائيل ان يكونوا كهنة.

10.                   المشكلة ان هناك من يرفض الكهنوت لأنهم تصوروا انه مجرد رياسة وتسلط وهم لا يريدوا لأحد ان يتسلط عليهم، ولكن هؤلاء لا بد ان يفهموا ان الكهنوت خدمة والكاهن خادم للأسرار ولشعب الله. والمقصود عدم جعل الأمور فوضى إنما منظمة فإلهنا ليس اله تشويش (1كو 14: 33)



آية 7 "هوذا ياتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض نعم امين".

هوذا يأتي مع السحاب = السحاب إشارة لمجد الله الذي يحل. هكذا كان السحاب مرافقًا دائمًا لحلول مجد الله في الخيمة والهيكل وذلك لأن الإنسان لا يحتمل مجد الله فكما أن الشمس لا يحتمل حرها والسحاب يلطف حرارتها هكذا مجد الله يخفيه السحاب حتى نحتمل نوره ومجده. عمومًا فالأشرار لن يروا مجده، أما الأبرار فسيعاينون مجده ولكن بقدر ما يحتملون، إلا أن الله سيزيد من طاقة احتمالهم ليتمتعوا بضياء مجده للأبد. وقوله هوذا هي إشارة للإنتباه أن المسيح قد يأتي الآن أو في أي لحظة وستنظره كل عين = سيظهر عيانًا للكل وليس سرًا.

والذين طعنوه وينوح عليه = سينظره الأشرار ولكنهم لن يتمتعوا بمجده بل سيرتعبون أمامه وينوحون لسابق رفضهم له إذ كانوا بأعمالهم يصلبون ابن الله ثانية ويشهرونه (عب6:6) ينوحون لأن فرصة التوبة إنتهت.  والمؤمنين ينوحون فرحًا بجراحاته التي كانت سببًا في خلاصهم. أما الذين طعنوه بإنكارهم له وبخطاياهم وزناهم... الخ سينوحون لأنهم سيدركون خسارتهم الأبدية وأن الفرصة الممنوحة لهم قد إنتهت، ومن هيبة الجالس على العرش سيقولون للأرض إنفتحى وإبلعينا وللجبال غطينا من وجه الجالس على العرش (رؤ15:6-17) وراجع (مت 30:24).

نعم آمين = عبارة مصادقة أوردها يوحنا بلفظين أحدهما عبرى والآخر يوناني، والمعنى أن دينونة الله هي لكل العالم.

آية 8 "انا هو الالف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن و الذي كان والذي ياتي القادر على كل شيء".

أنا هو الألف والياء = إن كان هناك لغة نعرف بها السماويات ونعرف بها محبة الآب، فهذه اللغة هى المسيح يسوع نفسه، فالمسيح يسوع هو كلمة الله، هو ألف وياء هذه اللغة (ألفا)، (أوميجا) باليونانية أي أول ونهاية الحروف في اللغة فالمسيح أتى ليعلن لنا عن محبة الآب، لذلك قال من رآنى فقد رآى الآب، المسيح أتى ليستعلن لنا الآب فنعرفه، فهو في مجده لا يراه الإنسان ويعيش. فهو حينما أقام الموتى أعلن أن الآب يريد لنا حياة أبدية ولا يريد لنا الموت، وحينما فتح أعين العميان أعلن لنا أن الآب يريد لنا البصيرة المفتوحة التي ترى وتعرف الآب نفسه وترى مجد السمائيات، وليست تلك التي ترى وتدرك الفانيات. وحينما علق على الصليب أعلن لنا محبة الآب غير المحدودة للبشر التي بها بذل ابنه عن الخطاة. إذًا كان المسيح هو اللغة، الألف والياء التي بها أعلن الله ذاته وأعلن عن إرادته وعن فكره، هو اللغة التي بها عرفنا الآب.

وحرف الألفا، وحرف الأوميجا نجدها رمزًا للسيد المسيح في رسومات كثيرة فهما أول وآخر حروف الأبجدية اليونانية ويشيرا أننا كنا لا يمكننا تصور محبة الآب ومداها إلا عندما رأينا المسيح على الصليب. وهل كان يمكننا أن نتصور تواضع الله إلا حينما رأينا المسيح يغسل أقدام تلاميذه ويقبل أن يضرب من عبد رئيس الكهنة. وهل كان لنا أن يحل فينا الروح القدس الذي يعرفنا أسرار الله مالم يتم المسيح فداؤه على الصليب (1كو9:2-13) +(يو39:7) ونحن لن نفهم ولن نرى مجد الله إلا بالمسيح الذي أتى من السماء ليحملنى فيه إلى السماء. إذًا المسيح هو الألف والياء وكل الحروف التي بينهما، بل كل ما تعبر عنه كل الكلمات في تشكيلاتها جميعًا من أفعال ومعانٍ وأوصاف وتعبيرات خرجت وتخرج من الله لتعبر عن الله وتعلنه لنا وتعرفنا محبته ومشيئته.


البداية والنهاية = كل شيء قد بدأ بالمسيح، فالمسيح هو الكلمة عقل الله الذي به كان كل شيء (يو1:1-3) وكل شيء راجع له ولمجد اسمه.

والمسيح هو محرك التاريخ، لا شيء يجوز من وراء ظهره، بل عبر مشيئته المقدسة. وهو رأس الكل أي خالق الكل وضابط الكل، لا يوجد شيء خارجًا عنه هو الذي يحتوى كل شيء ولا شيء يحويه = غير المحوى. وهو تجسد ليجمع فيه كنيسته ويحتوى الكل فيه، هو جمع الكنيسة كلها فيه. هو البداية والنهاية في الزمان والمكان. هو الخالق الذي خلق كل شيء لمجده وهو تجسد ليحوى كل الكنيسة وقوله البداية والنهاية أي لم يبدأ قبله شيء وليس له نهاية، فهو الأزلى الأبدي الذي لا يحصره الزمن لأنه واجب الوجود.

القادر على كل شيء = لو أراد أن ينهى حكم دومتيانوس أو حتى حياته لأنهاها ولو أراد أن يوقف أى اضطهاد لأوقفه فورًا. والكلمة الأصلية " بانطوكراطور" أي ضابط الكل.

آية 9 "انا يوحنا اخوكم وشريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح و صبره كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله ومن اجل شهادة يسوع المسيح".

شريككم في الضيقة... وصبره = كلمة صبر تتكرر كثيرًا في هذا السفر. والمسيح يرسل رسائل ويوحنا يكتب لكنائس آسيا الصابرة على اضطهاد دومتيانوس. هنا نرى مثالًا حيًا لاحتمال الضيقة والاضطهاد بصبر بل نرى أن الله يكافىء يوحنا على احتماله وصبره بأنه قد فتح عينيه على أسرار السماء وهناك من يرفض أي ألم وأى ضيقة ويشكو ويتبرم ويتذمر. ولكن من يرفض الضيقة فهو يرفض معها أن يفتح الله عينيه على التعزيات وعلى أسرار محبته. لذلك قال القديس العظيم الأنبا بولا "من يهرب من الضيقة يهرب من الله" فنحن عن طريق الألم والصليب نشترك مع المسيح في صليبه وبالتالي في مجده (رو17:8) ولنلاحظ أن أسلوب إبليس الذي يتبعه دائمًا في أثناء الضيقات هو أنه يُصور لنا أن الله تخلى عنا بسبب أنه تركنا في الضيقة، بل هو فعل هذا حتى مع المسيح في جوعه، إذ طلب منه أن يطلب من الآب أن يحول له الحجارة إلى خبز. وهكذا يطلب إبليس منى في كل ضيقة أن أطلب من الله ان يحلها فورًا فإذا لم يستجب الله ويحل المشكلة يأتي التشكيك في محبة الله. وكان رد المسيح على إبليس "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" ولنتعلم من هذا الرد أن نجيب إبليس هكذا.... ليس بحل المشكلة فقط يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. فمن يحتمل ضيقته بصبر واثقًا في محبة الله وأن كل ما يسمح به هو للخير، يكون ذلك سببًا في خلاصه وسببًا في تعزيات كثيرة، وكلما كثرت التعزيات ازداد الإنسان صبرًا على ضيقاته. مثل هذا الإنسان يضع الله بينه وبين الضيقة فيتعزى. ولكن هناك من يضع الضيقة بينه وبين الله فيخسر الله ويزداد احساس هذا الإنسان بالمرارة. ونلاحظ أن الصبر هو عطية من الله لمن يثق فيه. لقد عانى زكا من قصره. بل ربما كان قصره سببًا في سخرية الناس منه، لكنه كان سببًا في خلاصه والمولود أعمى عانى كثيرًا ولكن تجربته الأليمة كانت سببًا في أنه آمن بالسيد المسيح بعد ذلك وخلص.

ولنعلم أن هناك منهجان في التعامل مع الله في حياتنا:-

1.  أن يشعر الإنسان أنه كابن لله هو محاط بحب الله وتدليله، وحتى الآلام يحتملها لأنها من يد الله، مثل هذا الإنسان يعيش في فرح وتنفتح عيناه على محبة الله أكثر وأكثر كل يوم، ويرى يد الله التي تعطيه البركات. وهذا الإنسان لا يتذمر ولا يشكو، فكيف يشكو من حسب الألم هبة من الله (فى29:1). وهذا ما نراه هنا.. فلاحظ قول يوحنا.. كنت فى الجزيرة التي تدعى بطمس = ولم يقل منفيًا أو مطرودًا من دومتيانوس فهذا قد عرفناه من التاريخ، فهو لا يشتكى ضيقته. لكن هذا لمن كان قلبه نقيا فانفتحت عينيه على محبة الله له، وهذا ما عبر عنه بولس الرسول " محبة المسيح تحصرنا " (2كو5: 14)

2.  هناك إنسان آخر يرى الضيقات كأنها كل شيء في حياته فيشكو ويتذمر ولا يرى بركات الله في حياته، بينما قد تكون هذه البركات واضحة للآخرين فيحيا حياة التذمر التي تؤدى إلى قسوة القلب، ومثل هذا تعمى عينيه فلا يعود يرى بركات الله ومحبة الله، بل قد يرى أن الله يتعمد الإساءة إليه. مشكلة مثل هذا الإنسان ان قلبه ليس نقيا فلم يدرك الله ولا محبة الله " طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " (مت 5: 8)

وعمومًا عمل الخدام هو إيضاح محبة الله لكل إنسان ولذلك يسمى بولس الرسول الخدمة أنها خدمة المصالحة مع الله.

وهنا نرى يوحنا في ضيقته وفي منفاه بعد أن عذبه دومتيانوس بإلقائه في الزيت المغلى أولًا ثم نفيه... فهل يقول يوحنا أن الله قد تخلى عنى أو أنه لا يحبنى، بل كان يوحنا في صبره ذا عين مفتوحة على تعزيات السماء التى تصاحب كل من في ضيقة، بل رأى  هذه الرؤيا العجيبة، كما أن أيوب في ضيقته رأى الرب وحزقيال في سبيه رأى الرب على عرشه، ويعقوب وهو هارب رأى السلم السمائى لذلك قال شريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح انا يوحنا أخوكم = هكذا يخاطب الرسول وهو من الأعمدة أساقفة الكنائس بتواضع فهو وإن كان رسولًا للمسيح إلا أنه يشعر بالأخوة للجميع... "أبانا الذي في السموات".



آية10 "كنت في الروح في يوم الرب وسمعت ورائي صوتا عظيما كصوت بوق".

كنت في الروح = إن شرط أن تنفتح عين الإنسان على رؤى الله هو أن يكون في الروح. والبشر نوعان:-

الإنسان الروحي أو من هو في الروح والإنسان الشهواني الجسدانى أي في الجسد ومن هو في الجسد يكون مستغرقًا في شهوته وملذاته ويجتهد في سبيل إشباعهما، تجذبه  شهواته الجسدية للأرض، وكأنه بلا روح. (راجع تفسير 1كو6: 15-19).

أما من هو في الروح فهو يقاوم شهوات جسده، بل يصلب أهواءه وشهواته (غل 24:5) + (غل 20:2). مثل هذا الإنسان يكون كأنه روح بلا جسد وهذه درجات فكلما ازداد الإنسان تقشفًا وزهدًا ارتفع في درجته الروحية ولذلك نجد فلسفة الكنيسة الأرثوذكسية هي زيادة أيام الأصوام لتعطى فرصة للإنسان ليكون في الروح بصلاته مع صومه. لذلك قال السيد المسيح أن الشيطان لا يخرج إلا بالصلاة والصوم.

ونحن نعلم أن الروح يشتهى ضد الجسد والجسد يشتهى ضد الروح (غل 17:5).

مثال:-المنطاد وهو بالون مملوء بالغاز الخفيف كالهيليوم ومعلق به مركبة تحمل ركابًا ويربطه بالأرض حبال ويوضع به أكياس رمل حتى لا يطير لأعلى. ثم حينما يريد القائد الطيران يلقى بأكياس الرمل ويفك الحبال فيرتفع لأعلى. وكلما تخلص القائد من أكياس الرمل يرتفع أكثر لأعلى وهذا المنطاد هو أنا، وكلما قطعت حبال الخطايا والشهوات التي تربطنى بالأرض أنطلق للسماوات وأكون في الروح وأعبد الله بروحي (رو 9:1).

وكلما تخلصت من أكياس الرمل (الأكل والشرب والملذات وأحمل الصليب بشكر) كلما كان لي فرصة للتعرف على مناظر السموات.... لماذا ؟

لأنه كلما صار الإنسان في الروح يسهل على الروح القدس أن يتعامل معه ويخطف روحه أو  عقله   وقد  يغيب  بحواسه   الطبيعية   عما  حوله،  ويرى أشياء  تعلن له  من  الله  (1كو9:2-12) وهكذا حارب الآباء السواح الجسد، فكان لهم فرصة أن يصيروا في الروح بتقشفهم الزائد. ورأوا مالا يراه البشر العاديين.

وهكذا كان يوحنا المتألم المنفى الذي يحيا في جزيرة قاحلة يندر فيها الأكل والشرب فصار في الروح إذ صار الجسد كأنه ميتًا والحياة في الروح درجات نراها هنا في سفر الرؤيا:-

1.  درجة أقل..... قيل عنها كنت في الروح وبهذه الدرجة استطاع يوحنا أن يحصل على رسائل للكنائس السبع.

2.  درجة أعلى..... قيل عنها صرت في الروح (2:4) فيها أعطاه الله إمكانيات روحية أعلى ليرى المستقبل، بل ليرى عرش الله والسماء وهذه الدرجات الروحية هي خروج عن رباطات الحواس الجسدانية التي تجذب الإنسان للأرض. وبهذه الدرجات الروحية رأى بولس السماء الثالثة وقال عن هذه الحالة "أفى الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم، الله يعلم" (2كو2:12) هي حالة من السمو الروحي.

وكلما تخلى الإنسان المؤمن عن ملذات جسده يسهل تعامل الروح القدس مع روحه ويجذبه لدرجة روحية أعلى. بل أن الله يساعد أحباؤه ببعض الآلام (الصليب الموضوع علينا) حتى يفنى الإنسان الخارجي، حينئذ يتجدد الداخل يومًا فيوم (2 كو 16:4). ويصبح مثل هذا الإنسان في الروح ويرى إعلانات، لذلك إعتبر بولس الرسول الالم هبة من الله  (فى29:1).

فى يوم الرب = أى يوم قيامة الرب يسوع فسمى يوم الرب، وفيه بدأت الكنيسة تقدم فيه عبادتها الإفخارستيا. فيوحنا مع أنه في المنفى إلا أنه كان يتذكر الصلوات ويصلى فرأى هذه الرؤيا. إذًا يوم الرب هو يوم الأحد تذكار راحة الرب من إعداد الخليقة الجديدة بقيامته ليقيم كنيسته من موتها.

وسمعت ورائى =

1.  للتدرج: فيوحنا لن يحتمل رؤية المسيح في مجده مرة واحدة.

2.  لأن الأمور التي سيتحدث عنها محجوبة عن الأعين البشرية.

3.  للإعداد، فصوت البوق سيثير الخشوع في نفس يوحنا فيكون مستعدًا أن يرى المسيح. وهذا حدث مع الشعب في البرية ومع إيليا، فقد كان يسبق رؤية الله أو كلام الله معهم أصوات ورعود... لإثارة الخشوع فيكونوا مستعدين لرؤية الله.

كصوت بوق = يوحنا يشبه الصوت الغريب الذي سمعه بصوت معروف هو صوت البوق. ولماذا كان الصوت يشبه البوق. فيوحنا يعلم أن البوق يستخدم فى:

1.  الإنذار بالحروب:- والسفر ملىء بأخبار حروب مستمرة ضد الكنيسة.

2.  الرحيل:- والسفر إنذار بأن رحلة الحياة قصيرة.

3.  الأعياد:- وهذا السفر يعلن عن أعظم عيد وهو حفل عشاء عرس الخروف حيث نجتمع مع عريسنا في السماء (رؤ 9:19).

حقًا كان يوحنا غائبًا عن كنيسته في يوم الأحد، يوم سر الإفخارستيا ولكنه كان بالروح شريكًا مع الكنيسة في الصلاة وشريكًا مع السمائيين في رؤياه.



آية11 "قائلا انا هو الالف والياء الاول والاخر والذي تراه اكتب في كتاب وارسل إلى السبع الكنائس التي في اسيا إلى افسس وإلى سميرنا و الى برغامس وإلى ثياتيرا وإلى ساردس وإلى فيلادلفيا وإلى لاودكية".

الأول والآخر = (أش 6:44 + 12:48) الابن هو أول الخليقة أي رأسها ومدبرها وتنازل ليصير عبدًا بل ليضرب من عبد رئيس الكهنة. هو إحتضن الخليقة كلها من أولها لآخرها. الأول فليس قبله والآخر فليس بعده، وهو يحوى ويضبط كل شيء.

والكنائس التي أرسلت لها هذه الرسائل هي كنائس حقيقية في آسيا الصغرى (تركيا) لكن تفهم الرسائل أنها مرسلة لكل الكنيسة عبر الزمان.

آية 12 "فالتفت لانظر الصوت الذي تكلم معي ولما التفت رايت سبع مناير من ذهب".

سبع منابر من ذهب = هم السبع كنائس. وهم مناير لأن الكنيسة هي نور العالم. وهي من ذهب فالذهب رمز للسماويات التي تحياها الكنيسة فالتفت لأنظر الصوت = أى أنظر مصدر الصوت.

آية 13 "و في وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلا بثوب إلى الرجلين ومتمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب".

من أروع ما يمكن أن نرى المسيح وسط كنيسته يرعاها ويقودها لبر الأمان وسط زوابع اضطهادات هذا العالم، كما كان في السفينة وكان البحر هائجا ، فلا يمكن ان تغرق السفينة.

شبه ابن إنسان = كان المسيح له شكل إنسان ولكن بسبب المجد الذي صار فيه إذ جلس عن يمين الآب قيل عنه شبه ابن إنسان، ويوحنا تحير إذ أراد وصفه، فهو يشبه المسيح يسوع الذي سبق وعرفه حينما كان على الأرض ولكنه الآن له صورة مجد لم يراها من قبل فقال شبه ابن إنسان.

متسربلًا بثوب إلى الرجلين = هذه ملابس الكهنة، لأن السيد المسيح هو رئيس كهنتنا الأبدي والذي يشفع فينا وسيظل كذلك إلى الأبد.

متمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهب = المنطقة عند الثديين هي ملابس القضاة. ونلاحظ أن دانيال حين رأى السيد رآه متمنطقًا بمنطقة عند حقويه (دا 5:10). وذلك لأن دانيال حين رآه كان ذلك في العهد القديم قبل التجسد، ومن يتمنطق عند حقويه يكون في وضع الاستعداد لعمل ما فهو إذًا كان يستعد للتجسد. ولكن يوحنا حين رآه في سفر الرؤيا رآه متمنطقًا عند ثدييه لأنه يستعد لعمله كديان (يو 22:5). والذهب يشير للسماويات، فهو قاض سماوي يدين بحسب قوانين السماء وليس كالبشر. المنائر ذهبية لأنها سماوية (أف6:2 + 12:6) فالذهب رمز للسمائيات فالذهب لا يتحد بشيء من الأرض كالماء والهواء، فلا يصدأ رمزا للسمائيات التي لا تفسد.

آية 14 "و اما راسه وشعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج وعيناه كلهيب نار".

وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج

لها تفسيران:

1.  الشعر الأبيض رمز الحكمة والأزلية فهو قديم الأيام (دا13:7).

2.  الشعر يشير للكنيسة فهي شعر المسيح الملتصق برأسه. فالشعر عدده كثير جدًا وملتصق بالرأس، وهو أبيض فالمسيح بررنا وبيضنا بدمه. تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج (مز 7:51) + (رؤ 14:7) + (رؤ 5:1) + (أش 18:1).

عيناه كلهيب نار = نرى فيها عريسنا الساهر الذي لا ينعس ولا ينام ولا يقدر أن يخطفنا أحد من يده. ويراها الأشرار حارقة لهم فاحصة لأعماقهم الشريرة.

كيف يبدو المسيح لكل واحد:- راجع (رؤ 6،5:5)  فالشيخ قال ليوحنا عن المسيح أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا، وحينما نظر يوحنا إليه وجده خروف كأنه مذبوح. وهذا يشير لأن السيد المسيح هو أسد وخروف في نفس الوقت. أسد في قوته وانتصاره على إبليس وخروف في تقديم نفسه ذبيحة على الصليب. والمسيح يظهر لكل منا بحسب احتياجه. فهناك من هو في ضيقة محاط بأعداء أقوياء هذا يحتاج للمسيح كأسد ليحميه ويدافع عنه ولا ينفع مع هذا صورة المسيح الحمل الوديع. ولكن هناك من هو ساقط في يأس من خطيته، وهذا يحتاج أن يرى المسيح كخروف  أو كحمل قدم نفسه ذبيحة عنه ليرفع خطيته، مثل هذا لا تنفع معه صورة المسيح الأسد لأنها سترعبه. وهناك خاطئ مستهتر يحتاج أن يرى صورة المسيح الأسد المفترس (هو14:5) وبهذه الطريقة يمكننا أن نفهم لماذا إختلفت أو قل تعددت صور المسيح التي يظهر بها لكل كنيسة من الكنائس السبع (إصحاحات 3،2) فهو يظهر لكل كنيسة بحسب احتياج الكنيسة وبحسب حالة كل كنيسة. بل إن صورة المسيح التي يظهر بها للخاطئ فترعبه هى هي نفسها التي يظهر بها للمؤمن فتكون له مصدر قوة وتعزية. فالشرطى فى الليل هو مصدر إطمئنان لفتاة ضعيفة تسير وحدها، وهو مصدر رُعب للص يجول ليسرق وينهب.

فحينما نرى المسيح وله عينان كلهيب نار نراها كمؤمنين فتكون لنا مصدر إطمئنان فهي تحرق خطايانا وشهواتنا، وكلما إحترقت خطايانا في قلوبنا تزداد المحبة في قلوبنا إلى أن تلتهب كما بنار. ولكن هذه النظرات النارية تخيف أعداء المسيح، يراها الأشرار فيرتعبون من نظرات الله الفاحصة المخيفة الغاضبة فيقولون للجبال أسقطى علينا (رؤ16:6).

وحينما نسمع صوته كصوت مياه كثيرة نفهمها نحن المؤمنين أنها أصوات التسابيح التي ترددها الكنيسة في كل مكان، وقد علمهم الروح القدس كيف يسبحون فرحين بكل لسان وكل لغة ومن كل مكان في العالم. ويسمع الأشرار هذا الصوت فيجدون فيه صوت هدير مرعب كصوت رعد.

وحينما نسمع أن المسيح له سيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه، فنرى فيه نحن المؤمنين حده الأول الذي يقطع خطاياي المميتة كما يقطع الجراح بمشرطه الورم الخبيث القاتل من جسم الإنسان ليعطيه حياة. ويكون هذا بكلمة الله التى هي سيف ذو حدين (عب12:4) والحياة الجديدة تكون كولادة جديدة (1بط23:1) وكان هذا بكلمة الله. فالحد الأول من السيف يبكت وينذر وينقى ومن يستجيب يحيا (يو25:5)  فيولد الإنسان من جديد وإن لم يستجب ويتوب تكون له كلمة الله هي الحد الثاني للسيف وهذا للدينونة (رؤ16:2) + (يو29:5، 48:12).

آية 15 "و رجلاه شبه النحاس النقي كانهما محميتان في اتون وصوته كصوت مياه كثيرة".

رجلاه شبه النحاس = النحاس فى الكتاب المقدس يرمز للدينونة، والمسيح تجسد ليدين الخطية ويطأ إبليس بقوة. فالنحاس  يشير لجسد المسيح الذي أتى به ليدين الخطية. كأنهما محميتان بالنار = النار إشارة للاهوت فإلهنا نار آكلة (عب 12: 29) والنحاس المحمى بالنار إشارة لإتحاد اللاهوت بالناسوت. والقدمين يشيران للإمكانية التي يعطيها لنا الرب يسوع لندوس الحيات والعقارب وكل خطية وكل شهوة ردية.

صوته كصوت مياه كثيرة = روح الله يشبه بالمياه (يو39،38:7) وحين يعمل في كل الذين أتوا من المشارق والمغارب وآمنوا بالمسيح وصار التسبيح لغتهم يشبه هذا بصوت مياه كثيرة أي عمل كثير في قلوب المؤمنين.

والمسيح لما كان على الأرض لم يسمع أحد في الشوارع صوته (مت19:12) ولكنه كديان سيكون صوته مرعبًا.

آية16 "و معه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه و وجهه كالشمس وهي تضيء في قوتها".

معه في يده اليمنى سبعة كواكب = هم الأساقفة وهم في يده إشارة لحمايته لهم، هم وأفراد شعبهم. هنا يشبه المسيح نفسه بأم تحمل أطفالها لترعاهم.

واليد اليمنى إشارة لقوة حفظه لنا، فهو يحمى الأساقفة وكنائسهم بقوة. والأساقفة مشبهون بكواكب إذهم نور للعالم يعكسون نور المسيح الذي هو كشمس، هو شمس البر (ملا 2:4).

سيف ماضٍ ذو حدين = السيف ذى الحدين هو كلمة الله (عب 12:4) لذلك نجده هنا يخرج من فمه.

ووجهه كالشمس = هذا تشبيه بشرى عن مجد وبهاء الابن بعد أن جلس عن يمين أبيه وتمجد. والشمس تشير لأنها نور ونار مطهرة ودفء.

أيات 18،17 " فلما رايته سقطت عند رجليه كميت فوضع يده اليمنى علي قائلا لي لا تخف انا هو الاول والاخر. والحي وكنت ميتا وها انا حي الى ابد الابدين امين ولي مفاتيح الهاوية والموت".

لا يحتمل بشر مجد المسيح، وهذا حدث مع دانيال من قبل (دا10: 6،8 ) لكن دانيال رآه كمنظر البرق، وهذا لأنه ما زال في العهد القديم قبل فداء المسيح، اما يوحنا فرآه كالشمس. ومع حزقيال (حز28:1). ومع التلاميذ عند التجلى (مت6:17) والرب من محبته وضع يده اليمنى عليه للطمأنينة والتهدئة من الخوف والرعب وأقامه إذ سقط.

 أنا هو الأول والآخر والحى وكنت ميتًا = هذه الآية لا يستطيع أتباع شهود يهوه الرد عليها. فلو قلت لهم أن المسيح قيل عنه إله أو رب قالوا هذه تعنى سيد. ونحن نعترف به سيدا ًولكنه ليس يهوه العظيم. ولكن هذه الآية تحرجهم جدًا فلقب الأول والآخر قيل عن يهوه في (أش6:44) ولكن الحي وكنت ميتًا هذه لا تقال سوى عن المسيح. وبذلك عليهم أن يعترفوا أن المسيح يسوع هو يهوه العظيم الذي تجسد ومات وقام. وهو الديان له مفاتيح الجحيم والموت = له سلطان على الجحيم يغلقه في وجه أحبائه ويلقى فيه أعدائه. وهنا نرى الطبيعة الواحدة للسيد المسيح فهو الأول والآخر بلاهوته وهو الذي كان ميتًا وقام بناسوته. الحى إلى أبد الآبدين = الحياة هي طبيعتي أما الموت فكان شيء عارض ولن يحدث ثانية.

آية 19،20 " فاكتب ما رايت وما هو كائن وما هو عتيد ان يكون بعد هذا، سر السبعة الكواكب التي رايت على يميني والسبع المناير الذهبية السبعة الكواكب هي ملائكة السبع الكنائس والمناير السبع التي رايتها هي السبع الكنائس".

ما رأيت = المسيح وسط كنيسته حاملًا إياها كما تحمل الأم رضيعها وقارن مع (أش12:66) + (يو12:17) لتعرف محبة المسيح وحمايته لكنيسته .  ما هو كائن = أحوال الكنيسة (السبع الكنائس) لتعرف أخطائها وتتوب. ما هو عتيد = أي ما سيحدث للكنيسة حتى المجىء الثاني.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تعليقكم علي الموضوع