من
هو ملشيصادق ؟
ملشيصادق
:
اسم
سامى معناه " ملك الصدق أو ملك البر "
وملشيصادق
هذا هو الذى بارك ابراهيم خليل الله عند رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه
.. " ... وملكيصادق ملك شاليم أخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلى ، وباركه
( أى ابراهيم ) ، وقال : مبارك ابرآم من الله العلى ملك السموات والأرض ، ومبارك
الله العلى الذى أسلم أعداءك فى يديك ، فأعطاه ( ابراهيم ) عشرا من كل شىء ( تك 14
: 18 – 20 ) .
وهو
كان أكبر من ابراهيم حسب قول الرسول :
"
ولكن الذى له نسب منهم ( من اللاويين ) قد عشر إبراهيم وبارك الذى له المواعيد ،
وبدون كل مشاجرة الأصغر يبارك من الأكبر " ( عب 7 : 6 ، 7 ) .
تفسير
بعض الآيات التى وردت عنه فى الرسالة إلى العبرانيين :
+
الآية : " بلا أب بلا أم بلا نسب " .... ( عب 7 : 3 )
والمعنى
الحقيقى الذى قصده الرسول من هذه الآية ، هو أن كهنوت ملشيصادق لم يصل إليه من
أبيه وسلفائه ، كما كان الأمر فى الكهنوت اللاوى الذى كان محصورا فى نسل لاوى ،
أحد الأسباط ، وفى ذرية هارون بالذات الذى أقامه أخوه موسى هو وذريته لخدمة
الكهنوت فى إسرائيل ، ومما يؤيد ذلك ، قول الرسول : " بلا نسب " أى بلا
سلف كهنوتى خلفه ملشيصادق فى تلك الوظيفة السامية ، بل أتته من الله رأسا .
+
الآية الأخرى : " بلا بداءة أيام له ولانهاية حياة ، بل هو مشبه بأبن الله ،
هذا يبقى كاهنا إلى الأبد " ( عب 7 : 3 )
والتفسير
الصحيح لهذه الآية هو أن ملشيصادق لا بداءة أيام له ، ولا نهاية حياة فى الخدمة
الكهنوتية ، كما كان الحال بالنسبة للكهنة اللاويين ، فإنهم كانوا يبدأون خدمتهم
الكهنوتية فى سن الثلاثين وينتهون منها فى الخمسين " ( عد 4 : 3 ، 23 ، 43 ، 47
) .
أما
ملشيصادق ، فلم يكن كهنوته محدودا بهذا السن لبداية ونهاية الوظيفة ، بل هو مشبه
بأبن الله الذى قيل عنه فى المزمور :
"
أقسم الرب ولن يندم أنت هو الكاهن إلى الأبد ( مز 110 : 4 ) .
أما
أن كهنوت ملشيصادق – بوصفه إنسانا – يبقى إلى الأبد ، فهذا يعنى أنه يبقى كاهنا
إلى يوم وفاته ، لا يعزل ولا يجرد من كهنوته أثناء حياته بسبب تقدمه فى السن ، كما
كان الحال مع الكهنة اللاويين .
وكثيرا
ما وردت كلمة " إلى الأبد " فى الكتاب المقدس بمعنى " حتى نهاية
الحياة " ونورد أمثلة لذلك :
•عندما
أرادت حنة أم صموئيل ، أن تقدم ابنها – ابن الموعد – إلى الهيكل ، قالت لزوجها :
" متى فطم الصبى ، آتى به ليتراءى أمام الرب ، ويقيم هناك إلى الأبد " (
1 صم 1 : 22 ) ، أى ليقيم هناك إلى نهاية حياته .
•عندما
رأى يوناثان بن شاول الملك أن أباه يضطهد داود ويريد قتله ، وكان يوناثان يحب داود
كنفسه ، لذلك قطع معه عهد صداقة قائلا : " وأما الكلام الذى تكلمنا به أنا
وأنت ، فهوذا الرب بينى وبينك إلى الأبد " ( 1 صم 20 : 23 ) . أى إلى نهاية
حياتنا
•لما
لجأ داود إلى أخيش ، ملك جت ، هربا من شاول الملك ، وطلب من أخيش أن يسكنه عنده
لأنه أصبح عدوا لشاول ، يقول الكتاب : " فصدق أخيش داود ، قائلا : قد صار
مكروها لدى شعبه إسرائيل ، فيكون لى عبدا إلى الأبد " ( 1 صم 27 : 12 ) .
آراء
بعض الآباء وعلماء الكتاب المقدس فى شخصية ملكى صادق :
+
سئل قداسة البابا شنودة الثالث هذا السؤال : من هو ملكيصادق ؟ وما معنى قولنا فى
المزمور : " أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكيصادق " ( مز 110 : 4 )
، ما هو طقس ملكيصادق هذا ؟
(
كتاب سنوات مع أسئلة الناس – ج 1 – لقداسة البابا ، ص 46 ) .
أجاب
قداسته : " أول مرة ورد فيها أسم ملكيصادق كانت فى استقباله لإبراهيم عند
رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه ( تك 14 : 18 – 20 ) ، وفى هذه المقابلة
، قيل عن ملكيصادق ما يأتى :
(
1 ) أنه ملك شاليم ( ولعلها أورشليم ) .
(
2 ) أنه كاهن الله العلى ، وقد قدم خبزا وخمرا .
(
3 ) أنه بارك أبانا إبراهيم ، وأبونا ابراهيم قدم له العشور .
ويقرر
معلمنا بولس الرسول أن ملكيصادق أعظم من ابراهيم ، على اعتبار أن الصغير يبارك من
الكبير ، ( عب 7 : 7 ) ، وعلى اعتبار أنه دفع له العشور ، وبالتالى يكون كهنوت
ملكيصادق أعظم من كهنوت هارون الذى كان فى صلب إبراهيم لما باركه ملكيصادق .
وكهنوت
المسيح والكهنوت المسيحى على طقس ملكيصادق ، وذلك من حيث النقط الآتية :
(
1 ) إنه كهنوت يقدم خبزا وخمرا ، وليس ذبائح حيوانية – التى أبطلها المسيح بذبيحته
، وأعطانا الرب إصعاد جسده ودمه من خبز وخمر حسب تقدمة ملكيصادق .
(
2 ) إنه كهنوت ليس عن طريق الوراثة ، فقد كان المسيح من سبط يهوذا وليس من سبط
لاوى الذى منه الكهنوت .
(
3 ) كهنوت ملكيصادق أعلى فى الدرجة من الكهنوت الهارونى ؛ وقد شرح معلمنا بولس
الرسول هذا الأمر فى ( عب 7 ) .
وقد
قيل عن ملكيصادق أنه مشبه بإبن الله ... من جهة هذه الأمور التى ذكرناها ، وأيضا
يقول عنه الرسول : " بلا أب بلا أم ، بلا نسب ، لا بداءة أيام له ولا نهاية
حياة ، بل هو مشبه بأبن الله " ( عب 7 : 3 )
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع