لماذا يتجه المسيحيون ناحية الشرق وقت الصلاة ؟
الاتجـــــــــاه للشــــــــــــرق
+ لاشك أن الصلاة تجوز فى كل مكان , وان الله
مالئ الكون , فأينما اتجهنا فأنه يوجد , والكنائس الرسولية قد اصطلحت على التوجه
فى الصلاة ناحية الشرق
للأسباب التالية:
أولاً : على سبيل النظام إلهنا اله نظام لا اله
تشويش , ولما أراد أن يُطعم الآلاف قال اجسلوهم فرقاً فرقاً خمسين خمسين , ولاشك
انه أمر مرتب أن يتجه كل المصلين إلى ناحية واحدة من إن يتجهوا فى اتجاهات مختلفة ,
ومعروف إن الصلاة المستجابة تكون باتفاق رأى وبلا جدال كما يقول الرسول " فأريد
أن يصلى الرجال فى كل مكان رافعين ايادى طاهرة بدون غضب ولا جدال"
ثانيــاً : حتى نتطلع ناحية الفردوس (الشرق )الذى
خرجنا منه وإذا كان لابد من أن يتفق على جهة ينتظمون إليها فى الصلاة اتفقوا على
الاتجاه للشرق حتى نتطلع ناحية الفردوس الذى خرجنا منه , وكأنما نحن فى موقفنا هذا
نلتمس من الله باشتياق أن يعيدنا إلى رتبتنا الأولى , وفى هذا يقول مار افرام "
إن اليهود كانوا يستقبلون أورشليم فى صلاتهم لأنها مدينة مقدسهم , ونحن مقدسنا
الفردوس مسكننا القديم من حيث انه كان فى الشرق آمرنا أن نجعله قبلتنا فى صلاتنا "
...
الاتجاه إلى الشرق
إننا نبني كنائسنا متجهة إلي الشرق. ونصلي ونحن
متجهون إلي الشرق، لأن الشرق يوجه قلوبنا إلي تأملات نعتز بها، حتى أصبح بالنسبة
إلينا رمزا. وأيضا من أجل أهمية الشرق في فكر الله كذلك، فإن كان الله قد اهتم به،
فلنهتم به نحن أيضا..
1) قبل أن يخلق الإنسان، أعد الله الشرق كمصدر
للنور. ورأي الله النور أنه حسن وفي لغتنا نقول عن ظهور الشمس أنه شروقها. وأصبحت
عبارة تشرق الشمس أي تظهر من الشرق، أي تنير. والشمس خلقت في اليوم الرابع قبل خلق
الإنسان في اليوم السادس (تك1).
وشروق الشمس رمز للسيد المسيح ونوره. وقد سمي
الرب (شمس البر) وقيل (تشرق شمس البر، والشفاء في أجنحتها) (ملاخي2:4).
2) وقبل خلق الإنسان أيضا، غرس له الله جنة عدن
شرقا (تك8:2). ووضعه فيها، وهناك أيضاً كانت شجرة الحياة، وكانت الحياة الأولي
للإنسان قبل الخطية، وجنةعدن ترمز إلي الفردوس الذي نتطلع إليه.
وصار اتجاه الإنسان إلي الشرق، يرمز لتطلعه إلي
الفردوس الذي حرمته منه الخطية، ويرمز لتطلعه إلي شجرة الحياة.
3) ونلاحظ أيضا أن السيد المسيح ولد في بلاد
الشرق، والمجوس رأوا نجمه في المشرق (مت2:2).
وكان هذا النجم يرمز إلي الإرشاد الإلهي. ولما
تبعه المجوس قادهم إلي الرب. ما أجمل هذا التأمل!
4) والمسيح الذي ولد في الشرق، ونجمه في المشرق،
شبهت أمه العذراء بباب في المشرق (حزقيال 44: 1، 2).
5) وهكذا نري أن الخلاص قد أتي إلي العالم من
المشرق. فالمسيح صلب أيضا في بلاد المشرق، وهناك بذل دمه عن غفران خطايا العالم
كله.
6) وفي المشرق بدأت الديانة والكنيسة. في الشرق
أورشليم، مدينة الملك العظيم، وفيه تأسست أول كنيسة في العالم. ومن الشرق امتدت
رسالة الإنجيل، إلي العالم كله. وفيه سالت دماء أول شهيد في المسيحية.
7) كذلك الكتاب المقدس تحدث كثيرا عن أن مجد
الله في المشرق.
ففي (أش15:24) (في المشارق مجدوا الرب) وفي سفر
حزقيال نبوءة عن مجيء المسيح في مجده من المشرق. يقول (وإذا مجد إله إسرائيل جاء
عن طريق المشرق، وصوته كصوت مياه كثير، والأرض أضاءت من مجده) (حز43: 1، 2).
8) لذلك فإن غالبية اللاهوتيين يقولون:
(إن المجيء الثاني سيكون من المشرق وكما صعد
هكذا يأتي) (أع11:1). ففي نبوءة زكريا (14: 3، 4). أن (الرب تقف قدماه في ذلك
اليوم علي جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من المشرق).
9) الكلام عن المشرق جميل وذكرياته حلوة:
في حزقيال (47: 1-9) يتكلم عن (أنهار حياة في
المشرق) وفي (2مل13: 17) يتكلم في الشرق عن (سهم خلاص الرب) وفي (أش15:24) (في
المشارق مجدوا الله).
10) إن الذكريات لها في القلب تأثير:
ولها مفعولها الروحي في النفس. ويعجبني أن
دانيال النبي حينما تحدي العبادات الوثنية، وصعد إلي عليته ليصلي، فتح الطاقة التي
تطل علي أورشليم، وركع وصلي.. حقاً إن الله موجود في كل مكان، ولكن الاتجاه
إلي أورشليم في الشرق كان له معني وتأثير عميق في القلب، والذكريات تعطي القلب
أهمية لأمكنة معينة، تثير ذكراها عواطف مقدسة.
11) إننا لسنا عقلاً صرفا في عبادتنا: فالحواس
تعمل، وتتأثر، وتؤثر في مشاعر الروح. ومثال ذلك. أننا نصلي ونرفع نظرنا إلي فوق،
بينما الله موجود في كل مكان.. ولكن النظر إلي فوق، يحرك في قلوبنا مشاعر روحية
لصلاتنا عمقاً خاصا. كذلك الاتجاه إلي الشرق..
والمسيح نفسه، في أكثر من مناسبة، نظر إلي فوق،
مع أن الآب فيه وهو في الآب. ولكن النظر إلي فوق له دلاله خاصة..
12) ونحن حينما ننظر إلي الشرق، إنما نتجه إلي
المذبح الموجود في الشرق، لأن الذبيحة لها في قلوبنا الروحية، والمسيح فصحنا، كان
ذبيحة في الشرق.
13) وفي المعمودية، بطريقة رمزية أيضا، يتجه
المعمد وإشبينه نحو الغرب لجحد الشيطان، ثم يتجهان إلي الشرق لتلاوة قانون
الإيمان، وبهذا يشعر أنه في المعمودية ينتقل من الغرب إلي الشرق، أي من الظلمة إلي
النور.
وعندما نصلى الجناز وندفنه يكون نومه متجهاً
ناحية المشرق وكأنه ينتظر المجىء الثانى
0 التعليقات:
إرسال تعليق
يسعدنا تعليقكم علي الموضوع